Friday, February 13, 2009

!!!الحب الحب……..الشوق الشوق

يحتفل العالم أجمع بعد أيام قليلة بما يسمى بعيد الحب أو الفالنتين داي و هو يوافق الرابع عشر من فبراير ، تتعدد مظاهر الإحتفال بهذا اليوم فتجد كل شيء غطي باللون الأحمر الأشخاص في الشوارع يرتدون الملابس الحمراء و يحملون الهاديا الحمراء و تشعر بأن عدد السيارات الحمراء ازداد في الشوارع و هذا بالطبع بجانب ديكور المحلات حيث أن اللون الأحمر و القلوب الحمراء جزء لا يتجزأ من فاتارينها. أضف إلى لذلك إزدياد نشاط محلات الهاديا في هذا اليوم حيث يساورك شعور بأن بعض هذه المحلات يعمل فقط في هذا اليوم و لكنه مغلق بقية العام. و مع إزدياد صيت و شعبية عيد الحب في السنوات الاخيرة و أصبح الإحتفال به ضرورة ملحة على كل الحبيبة ظهرت معه بعض المصطلحات الاجتماعية الجديدة مثل "خروجة" الفالنتين التي أمر لا مفر منه و يصطحب ذلك بالطبع هدية الفالنتين التي لا تجوز الخروجه بدونها.

نتيجة إنتشار هذا الوباء أصبح ذلك اليوم لدى المصريين أكثر أهمية من الأعياد القومية و بمحاذاة الاعياد الدينية.

أنا لست ضد الإحتفال بعيد الحب و لكن الا تشعروا أن الموضوع زاد عن حده في السنوات القليلة الماضية بطريقة غريبة و أصبح الإهتمام به زيادة عن اللزوم و البروباجندا الاعلامية كل سنة بتزيد "حتة" .

تجد الدعوة في البرامج و الفضائيات إلى كل المصريين بممارسة فعل الحب حتى سمي هذا الشهر بشهر الحب و تقوم بعض القنوات بعرض الأفلام الرومانسية فقط خلال هذا الشهر و من يقوم بغير ذلك يصبح شاذاً عن القاعدة. أضف إلى ذلك اللقاءات و الحوارات مع الفنانين و الساسة و كبار رجال الدولة لمعرفة كيف يقضون عيد الحب و يشاركون بأفكارهم مع المشاهدين و كأن كل مشاكل الدولة حلت و لم يتبقى سوى أن نعرف كيف نحتفل بعيد الحب.

عيد الحب هو إحتفال غربي يحتفل به الغرب بعد مقتل العاشق فلنتينو في هذا اليوم و لذلك فالغرب لديهم اسبابهم التاريخية للاحتفال بهذا اليوم

و لكنه بالنسبة لنا هو فقط تقليد أعمى لكل ماهو غربي دون وعي أو تساؤل عن أصل ذلك الإحتفال في ثقافتنا أو تاريخنا و أتحدى أن يكون معظم المحتفلون بهذا اليوم على علم بالخلفية التاريخية لهذا اليوم و إذا سألت سيكون الرد "أهو يوم نتبسط و نخرج فيه و خلاص".

نحن المصريين نتميز دون غيرنا من سائر شعوب المعمورة بأننا نحتفل بجميع الأعياد المعروفة للعالم سواء كانت دينية حيث تجد المسيحيون يحتفلون في أعياد المسلمين و العكس صحيح أو الأعياد القومية و عيد الأم و عيد الحب و عيد الطفولة و شم إلنسيم.... إلخ. الحمدلله السنة عندنا كلها أعياد و أهو كله أجازت رسمية و إستجمام .

حتى لا نخلط الأوراق نعود مرة أخرى إلى حديث عن عيد الحب فبما أن الدولة و انظمتها و اعلامها يشجعون على الإحتفال بعيد الحب و يحثون عليه من منطلق إنتشار الحب و البهجة بين المصريين برغم من إن السبب الحقيقي هو من وجه نظر الحكومة "أهو حاجة تلهي الناس كام يوم في السنة " فأنا اقترح أن تقوم الدولة بصرف علاوة في شهر فبراير من كل عام على موظفيها بمناسبة هذا اليوم و يمكن أن تسمى "علاوة المحبة " حيث تعد تعبيراً عن الحب و المحبة التي تكنهم الحكومة لمواطنيها و اهتمامها بهم و في نفس الوقت تعتبر مساهمة من الحكومة للاحتفال بهذا اليوم. تستطيع الدولة تدبير تلك الأموال الإضافية عن طريق فرض ضرائب إضافية في هذا الشهر على أصحاب محلات الهاديا و تسمى أيضاً "ضرائب المحبة" و لكنها هذه المرة محبة التجار للحكومة (و قبلوني لو حد دفع ساعتها ) حتى لا تتكبد خزينة الدولة أموال إضافية و هذه الطريقة ليست بغريبة على حكومتنا الموقرة فهي تحاول دائماً فرض ضرائب اضافيه على الأغنياء حتى يتسنى لها النهوض بالطبقة الفقيرة من عامة الشعب و بتنفيذ هذا الإقتراح تكون الحكومة قد أسهمت في إنتشار البهجة و رسم البسمة على شفاة المصريين و أصبح الحب متداول بين الحكومة و الشعب.

و سلملي بأه على التروماي مع الاعتذار للراحل نجاح الموجي

Wednesday, February 11, 2009

!!!قل بلادة و لا تقل ريادة

سيطرت على الساحة السياسية في الفترة الماضية الأحداث الجارية في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي جامح و صمود و إستبسال من عناصر المقاومة من الشعب الفلسطيني و رافق هذا و ذاك ردود أفعال متباينة من شتى وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و المقروءة سواء كانت مصرية أو عربية أو دولية ولكن في النهاية اجمعت معظم وسائل إعلام على إدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل و كان مواطن الاختلاف في التحاليل السياسية لردود أفعال دول العالم تجاه العدوان. على سبيل المثال وجدنا في عالمنا العربي إشادة لا مثيل لها تجاه ما فعلته كل من فنزويلا و بوليفيا من طرد للسفير الإسرائيلي و قطع العلاقات الدبلوماسية و مقارنة هذه المواقف لمواقف دولنا العربية الضعيفة التي لم تتعدى إصدار بيان لشجب و إدانة العدوان.
في خلال هذه الفترة تميز الاعلام المصري بموقف لا مثيل لهو هو الإستبسال و الاستماتة في
الدفاع عن السياسة الخارجية المصرية و تصوريها " بالفظيعة إلي ملهاش حل" و كأنها هي الناهية الآمرة في القضية و لا تخطئ أبداً و نأتي بعد ذلك و نتحدث عن الريادة في مجال الإعلام. فهل الريادة تكون فقط في الدفاع عن سياسة الحكومة؟!و كان الأدهى من ذلك هو تصوير من ينتقد السياسة المصرية سواء كان من المعارضة و من جهات أجنبية بالمسيء الى مصر و تصوير كل إنتقاد على إنه إساءة لتاريخ مصر و حاضرها و إنه بفعلته هذه نسي دور مصر الحاسم طوال تاريخها تجاه القضية الفلسطينية و تناسى عدد الشهداء التي قدمتهم مصر على مدار تاريخها في سبيل فلسطين و العرب و كل هذا الكلام الذي أصبح كالاسطوانة المشروخة من كثرة تكراره. أنا بالتأكيد لست أشكك في هذا الكلام و لكن هذا لا يعني أن أن التاريخ يمحي ما يحدث من سقطات سياسية .أنا هنا لست بصدد تحليل سياسة مصر تجاه أزمة غزة و لكن ليس من المعقول أن السياسة الخارجية لمصر طوال فترة حكم مبارك لا تخطئ أبداً كما يصورها الإعلام المصري. مبارك رئيساً لمصر قرابة ثلاثون عاماً أصدر العديد من القرارات فمن الوارد جداً أن يكون بعضها لم يحالفه فيها التوفيق ففي النهاية الرئيس و القائمون على الدولة بشر يصيبون أحياناً و يخطئون أحياناً اخرى.
الاساءة التي يتحدث عنها الاعلام المصري هو حقاً ما يفعله تجاه مصر من الافتراء على الاخرون و عدم إظهار الحقيقة في بعض الأحيان و ليس النقد الذي يقوم به الاخرون لسياسة مصر الخارجية. أريد توضيح تلك النقطة من خلال الملاحظات التالية :
أولاً
ظهر على شاشات التليفزيون في إحتفالات عاشوراء الشيخ حسن نصر الله و كان حديثه منصب على العدوان على غزة و دور المسلمين و العرب لصد ذلك العدوان و من ضمن حديثه إنه يحث المواطنين المصريين للخروج إلى الشوارع على شكل مظاهرات للضغط على الحكومة المصرية من أجل فتح معبر رفح.
بعد نجاح حزب الله و حسن نصر الله في صد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان في عام ٢٠٠٦ و اجباره على الانسحاب قبل تحقيق اهدافه اعتبر منذ ذلك الحين رمز من رموز المقاومة و التفت حوله القاعدة العريضة من جموع الشعب العربي ايماناً منهم إنه حقق مالم يستطع غيره من جيوش نظامية تحقيقه.
أنا أقول هذا الكلام ليس دفاعاً عن هذا الرجل فانه أخطأ عندما دعا المصريين للقيام بهذه الأفعال فهذا ليس من سلطته أو اختصاصه و لكن في النهاية إنه خطأ صديق و لذلك كان من الواجب علينا أن نعطي الحديث حجمه الطبيعي و الا نتصيد الأخطاء للأصدقاء و لكن كان للإعلام الموجهة رأي آخر. كانت الجرائد تتسابق في سب و قذف حسن نصر الله على صفحاتها الأولى و كانت تلك الشتائم تسبق أخبار الحرب في غزة و كأنه الموضوع الأكثر أهمية. صورته بعد الصحف "بالحانوتي" الذي يتلذذ عندما يزيد عدد الضحايا في الحروب و ما صوره بحسن "بقه" طرزان لبنان الذي لم يستطع تحقيق النصر في جنوب لبنان و إنه يعرف جيداً أن حرب لبنان ليس بها منتصر ولا مهزوم على حد قول الصحيفة الموقرة.
هل هذه هي الريادة المصرية في إعلام التي نتحدث عنها هل الريادة تكون عن طريق "الردح" للاشقاء في وقت المحنة أم هذا هو حقا الإساءة الي هذا البلد عندما يظهر مثل هذا الكلام في جرائدنا الرسمية؟
:ثانياً:
موقف اعلامنا الموقر من رفض مصر و تحفظها تجاه قمة الدوحة التي دعا إليها أمير قطر لمناقشة تطورات غزة. ما إن أعلن رفض مصر و السعودية من حضور القمة لأسباب أراها خاوية و ضعيفة حتى ظهرت بعض الفضائيات تقول أن إنعقاد قمة عربية دون دولتين في حجم و مكانة مصر و السعودية يسبب "فتنة" بين العرب و تكرس الإنقسام العربي. فهل إجتماع الاغلبية هو ما يسبب الفتنة ؟؟أم إنشقاق بعض الاطراف لاسبابها الخاصة ذلك هو الإنقسام بعينه؟! هذا بالاضافة إلى الهجوم الضاري على دولة قطر في الصحف و الجرائد و كأنها ارتكبت جرماً عندما دعت لإنعقاد قمة طارئة.
الاعلام في مصر ليس حراً كما يصوره البعض فهو أحسن من عصور مضت و لكنه في نفس الوقت لم يرتقي إلى المستوى المأمول الذي ننتظره لكي نقول أنه الرائد في المنطقة. تعالو نتخيل معاً بعض السناريوهات: السيناريو الأول هو أن بعض الفضائيات التي تذاع من مصر قامت بحملة هجوم تجاه سياسة مصر الخارجية و نقد سياسة النظام الحاكم فماذا سيكون رد الفعل؟ أقل شئ سوف تقوم به الحكومة هو إغلاق تلك القناه و ربما محاكمة القائمين عليها بتهمة نشر ماهو يسيء لمصر بالفضائيات التي تعرض للعالم أجمع.
السناريو الثاني هو هل يمكن أن نري في جرائدنا الرسمية و القومية نقد بناء للسياسة الخارجية للنظام الحاكم ؟ الاجابة ببساطة لا . كيف يحدث ذلك و روؤساء مجالس إدارة هذه الصحف و روؤساء تحريرها هم أعضاء في النظام الحاكم بصفتهم أعضاء في الحزب الوطني.
هذا ما يجعل هناك قيود على إعلام في مصر لأنه مرتبط ارتباط وثيق بالنظام و لا يمكن مهاجمته لأن ذلك يعتبر مهاجمة للنفس.
الاعلام في مصر يستطيع مهاجمة الحكومة و محاسبتها و لكن هذا الهجوم له أسقف معينه لا يستطيع أحد تجاوزها و من ضمن هذه الاسقف السياسة الخارجية للدولة. لكن ليس من المعقول أن نتغنى دائما و نقول أن كل من ينتقد سياستنا الخارجية هو مسيء الى كيان الدولة فاذا كان ذلك هو المفهوم السائر فمن نفس المنطلق كان من الواجب على أمريكا اعتبار القاء الحذاء في وجه رئيسها هو إساءة لتاريخ أمريكا و إهانة لكل أمريكا و هذا مالم يحدث حيث إعتبر الاعلام الأمريكي ما حدث هو تعبير عن غضب الشعب العراقي تجاه السياسة الأمريكية و انها إهانة لشخص بوش و ليس إهانة لأكبر دولة في العالم..

Tuesday, February 10, 2009

غيبوبة فكرية أم قوة مفرطة!؟

لقد تابعنا خلال الفترة الماضية أحداث العدوان الأسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة و ما تقوم به من أعمال مشينة ضد الأنسانية من قتل للأطفال و الشيوخ و النساء وهدم للبيوت و المنازل علي روؤس أصحابها بدعوي وجود عناصر مسلحة داخل البيوت و تحتها علي شكل أنفاق تابعة اعناصر المقاومة. و ما أشبه الليلة بالبارحة فما يفعله العدو الصهيوني بغزة لا يختلف كثيرا عن معسكرات الابادة الجماعية الهولوكوست التي كان يقوم بها هتلر ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية التي وصل عدد ضحاياها الي 6 مليون يهودي علي حد قولهم و أصبح من يشكك في هدا الرقم يتعرض لعقوبة من قبل المحاكم الدولية فمجرد التشكيك يؤدي الي عقوبة دولية فهكدا دافع اليهود عن حقوقهم و ضحاياهم فمن يدافع عن ضحايا و شهداء الحروب العربية – الاسرائيلية خلال الستون عاما الماضية بدءا من حرب 1948 وصولا للعدوان الحالي علي غزة؟!!

و لكن هل ما تقوم به اسرائيل بمساعدة الدول الغربية و امريكا ضدنا نحن العرب بعدوان عسكري أو اقتصادي أو فكري هو بسبب قوتهم المفرطة و قدرتهم علي السيطرة علي كل شئ بما فيها مصائر الشعوب و في بعض الأحوال القضاء عليها أم اننا حكام و شعوب مساهمون بشكل كبير فيما يحدث؟! قبل الاجابة عن هدا السؤال أود أن أنوه بانني هنا لست بصدد تحليل عسكري للحروب أو تحليل سياسي لبعض القرارات التي أعلنت من قبل الحكام العرب ازاء الأزمة الراهنةفالحقيقة أن ما وصلنا اليه من تدهور و اضمحلال هو أكبر من أي قرار سياسي او اتفقايات دولية هزيلة فما يحدث هو نتيجة تراكم سنوات من الضعف و المهانة و االتأخر.

القضية الرئيسية التي أقصدها هي قضية فكرية فنحن وصلنا الي قدر من التخلف الفكري لم يسبق له مثيل. أصبحنا نهتم بأتفه الأسباب و نكبرها و نضخمها حتي تصبح شغلنل الشاغل. وقد يتساءل البعض ما علاقة ما يحدث في غزة لما وصلنا اليه من تخلف و تدهور فكري؟ الا جابة علي هدا السؤال تأتي في ذكر واقعة حدثت في الأيام القليلة الماضية الحدث هو مبارة لكرة القدم في الدوري المصري العقيم بين فريقي الأهلي و الاسماعيلي فبدأت المباراة بدقيقة حداد علي أرواح شهداء غزة و هتافات موحدة من جمهور الفريقين منددة بالعدوان و تدعو أهل غزة للصبر و الصمود و ما ان بدأت المباراة حتي اشتعلت المدرجات و نسي جمهور الفريقين ما كانا يناديان به و تبادلا القاء الشماريخ علي أرضية الملعب و احداث أعمال شغب في المدرجات كادت أن تؤدي الي كارثة.

قد يقول البعض أن ما حدث وارد جدا في مباريات كرة القدم و لكن انظروا كيف تناولت الصحف الأسرائيلية الموضوع من جانبها فقالت احدي الصحف أن ما حدث يوضح من هم المصريون و من هم العرب فانهم يظهرون أشياء ولكنهم يتفاعلون مع أشياء أخري تماما و هدا ما يسهل هزيمتهم بل و السيطرة عليهم أيضا. تلك الواقعة تبرهن علي أن العدو بداخلنا فعلينا أولا التخلص منه ثم التفكير فما هو أبعد.

الواقعة الأخري التي أوذكرها لتوضيح مقصدي: لقد وصلني منذ بضعة أيام رسالة علي الفيس بوك من احدي طلاب جامعتنا تدعو الي التضامن مع غزة وذلك من خلال تنفيذ بعض المطالب و بسبب تعنت ادارة الجامعة في تنفيذ تلك المطالب فانه يدعو الي اعتصام في الجامعة حتي تستجيب الادارة الي هذه المطالب.

المقصد نبيل و هو التضامن مع غزة أما المطالب موضوعية و مكتوبة بطريقة منظمة و مهذبة و لكني فجأة أصبت بذهول و دهشة فمن ضمن المطالب السعي لاحضار دي جي فلسيطيني كنوع من أنواع الأسهامات. فبالله عليكم كيف يكون الدي جي نوع من أنواع التضامن مع غزة فهل عن طريق تشغيل بعض الأغاني الوطنية أم نأتي به لنردد معه وطني حبيبي الوطن الأكبر؟!!

هذه هي القضية مرحلة اللاوعي التي وصلنا اليها و الغيبوبة المستمرة التي لا نريد أن نفيق منها و هذا لا يعود الي الأمية كما يردد البعض. المشكلة تأتي من الطبقة المتعلمة الجاهلة فالمقصود بالجهل هنا هو جهل المعرفة و ليس العلم , العزلة عن العالم الخارجي و العيش داخل قالب لا نخرج منه أبدا. الجهل بتراثنا و عادتنا وتقاليدنا أو بمعني أوضح الجهل بهويتنا العربية و الأسلامية و التقليد الأعمي لكل ما هو غربي دون النظر الي كيفية ملائمة ذلك الي هويتنا و تراثنا و قوميتنا.

يعرف معظمنا كيف ينظر الينا الغرب نحن كعرب علي اننا قوم همج لا نصلح الا لرعي الغنم و العيش مع الجمال و الخيول و لا نصلح للاقامة في المجتمعات المتمدينة بسبب عاداتنا العقيمة التي نتوارثها جيل بعد جيل و إضافة إلى ذلك احساسهم و في بعد الاحيان يقينهم بأن ديننا يحثنا على العنف و العدوان و لذلك وجب عليهم أخذ الحرص الكافي عند التعامل معنا وربما السعي للقضاء علينا و في خلال هذا الإطار ظهرت بعد الجماعات في أوربا سواء كانت جماعات سياسية أو طائفية تدعو إلى القضاء على الإسلام في أوربا و ترحيل العرب المسلمين أو حتى غير المسلمين بسبب اختلاطهم بنا في بعد الاحيان يؤدي ذلك الي تعلقهم بعاداتنا و مسلماتنا و هذا يؤدي إلى ظهور نزعة العنف عندهم أيضاً . أشهر هذه الجماعات هو حزب الحرية و الديمقراطية التي يترأسها جريت ولدرز الذي يمتللك ١٥ مقعداً في البرلمان الهولندي. يدعو هذا الرجل الي القضاء على ما أسماه "اسلاميزاشن" ويقول إنه لا يكره المسلمين و لكنه يكره الإسلام و القرآن الذي يحث المسلمين على العنف و العدوان على حد قوله فيجب على المسلمين التخلص من بعد نصوص ذلك الكتاب حتى يستطيعوا الاختلاط بالمجتمع الاوروبي.

انظروا كيف يوضح هذا الرجل وجهة نظره و اسبابه التي يرى انها تقوي موقفه فانه يقول "يجب علينا الحفاظ على هويتنا و تراثنا الهولندي لان الاسلام هو الأكثر إنتشاراً في أوربا فكان المسلمين في بداية القرن الماضي لا يتعدوا مائتين فرد بينما وصل عددهم في عام ٢٠٠٤ إلى أكثر من مليون فرد و لذلك يجب علينا أن نسعى بشتى الطرق للقضاء على تلك الظاهرة و ذلك الإنتشار. يجب علينا وقف بناء المساجد و يكفي وجود المحجبات في الشوارع الهولندية و حان الوقت للانتهاء من محلات التي تحمل كلمة "حلال" حتى نستطيع أن نحافظ على هويتنا و قوميتنا".

إنتهى كلام جريت ولدرز فهو يريد الحفاظ على قوميتهم و لذلك فهو يفعل كل ما يستطيع حتى يتثنى له ذلك سواء كنت شعارات ضد المسلمين و الاسلام أو عن طريق فيلم قصير كالذي انتجه بعنوان "فتنة" ضد الإسلام.

هذا هو الفارق بينا و بينهم فانهم يفعلون كل شئ للحفاظ على هويتهم حتى إن كانت عن طريق معاداة الأديان الاخرى بينما نحن نفعل كل شيء للتخلص من عروبتنا و قوميتنا. عندما إنتهك هتلر حقوق اليهود قامت الدنيا حتى استردوا حقوقهم كاملةً كما أشرت و هذا بالإضافة إلى التعويضات التي تدفعها ألمانيا حتى ألان لليهود و لكن عندما أهين الاسلام و المسلمون لم ينطق أحد و عندما قتل أطفال العرب في المدارس و المستشفيات لم نسمع سوى نشجب و ندين و نعترض تلك الكلمات التي لا تسمن و لا تغني من جوع و ذلك لأننا مفككين داخلياً و مفرغيين فكرياً لا نريد أن نشغل بالنا بما فيه مصلحة المجتمع نريد فقط مصلحتنا الشخصية.

وجب علينا ملء ذلك الفراغ الفكري قبل إلقاء اللوم على الآخرين و وجب علينا أيضاً أن نترفع عن كل الصغائر و التفاهات حتى نحقق النصر فأعدائنا متربصون لنا و يستغلون  نقاط ضعفنا أحسن إستغلال. أين واجبنا تجاه وطننا و ديننا و مجتمعنا؟ أين وجبنا تجاه الآخرين؟ أين نصرتنا لديننا؟

أود أن اختم كلامي بقول الله تعالى: " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"

First Post

As this is my first post i would like to say hello and thank you for visiting my blog and i hope that u will enjoy the few minutes that u will spend reading my articles.

I thought a lot before going through the idea of creating my own blog as i was always convinced that I am not that good in writing and there is not that thing or that topic that i can write about, but suddenly i found that in many situations i had a lot of thoughts that flow in my head and i realized that the best way to express these thoughts and these feelings is by writing.

As we are all Egyptians and belonging to this Land and this history, we all have something in common regarding the religion or any political views which is our love towards our country and  our hope to see it much better and to become a real leader in different fields.
It was always known that the first step to solve any problem is to know the problem clearly and to admit it in order to find  suitable solution. that’s why i dedicate this blog to discuss our problems and criticize the wrong decisions and also our wrong habits , my aim at the end is a small trial to spread the consciousness (which is absent for a long time ago)  among the people.
As the whole thing gonna be a discussion of the problems of this country so the best way to express it is in its original language that’s why this post will be on of the few one’s that gonna be in English. the only reason behind this is as i stated these are OUR problem so we have to discuss it with OUR language.