يحتفل العالم أجمع بعد أيام قليلة بما يسمى بعيد الحب أو الفالنتين داي و هو يوافق الرابع عشر من فبراير ، تتعدد مظاهر الإحتفال بهذا اليوم فتجد كل شيء غطي باللون الأحمر الأشخاص في الشوارع يرتدون الملابس الحمراء و يحملون الهاديا الحمراء و تشعر بأن عدد السيارات الحمراء ازداد في الشوارع و هذا بالطبع بجانب ديكور المحلات حيث أن اللون الأحمر و القلوب الحمراء جزء لا يتجزأ من فاتارينها. أضف إلى لذلك إزدياد نشاط محلات الهاديا في هذا اليوم حيث يساورك شعور بأن بعض هذه المحلات يعمل فقط في هذا اليوم و لكنه مغلق بقية العام. و مع إزدياد صيت و شعبية عيد الحب في السنوات الاخيرة و أصبح الإحتفال به ضرورة ملحة على كل الحبيبة ظهرت معه بعض المصطلحات الاجتماعية الجديدة مثل "خروجة" الفالنتين التي أمر لا مفر منه و يصطحب ذلك بالطبع هدية الفالنتين التي لا تجوز الخروجه بدونها.
نتيجة إنتشار هذا الوباء أصبح ذلك اليوم لدى المصريين أكثر أهمية من الأعياد القومية و بمحاذاة الاعياد الدينية.
أنا لست ضد الإحتفال بعيد الحب و لكن الا تشعروا أن الموضوع زاد عن حده في السنوات القليلة الماضية بطريقة غريبة و أصبح الإهتمام به زيادة عن اللزوم و البروباجندا الاعلامية كل سنة بتزيد "حتة" .
تجد الدعوة في البرامج و الفضائيات إلى كل المصريين بممارسة فعل الحب حتى سمي هذا الشهر بشهر الحب و تقوم بعض القنوات بعرض الأفلام الرومانسية فقط خلال هذا الشهر و من يقوم بغير ذلك يصبح شاذاً عن القاعدة. أضف إلى ذلك اللقاءات و الحوارات مع الفنانين و الساسة و كبار رجال الدولة لمعرفة كيف يقضون عيد الحب و يشاركون بأفكارهم مع المشاهدين و كأن كل مشاكل الدولة حلت و لم يتبقى سوى أن نعرف كيف نحتفل بعيد الحب.
عيد الحب هو إحتفال غربي يحتفل به الغرب بعد مقتل العاشق فلنتينو في هذا اليوم و لذلك فالغرب لديهم اسبابهم التاريخية للاحتفال بهذا اليوم
و لكنه بالنسبة لنا هو فقط تقليد أعمى لكل ماهو غربي دون وعي أو تساؤل عن أصل ذلك الإحتفال في ثقافتنا أو تاريخنا و أتحدى أن يكون معظم المحتفلون بهذا اليوم على علم بالخلفية التاريخية لهذا اليوم و إذا سألت سيكون الرد "أهو يوم نتبسط و نخرج فيه و خلاص".
نحن المصريين نتميز دون غيرنا من سائر شعوب المعمورة بأننا نحتفل بجميع الأعياد المعروفة للعالم سواء كانت دينية حيث تجد المسيحيون يحتفلون في أعياد المسلمين و العكس صحيح أو الأعياد القومية و عيد الأم و عيد الحب و عيد الطفولة و شم إلنسيم.... إلخ. الحمدلله السنة عندنا كلها أعياد و أهو كله أجازت رسمية و إستجمام .
حتى لا نخلط الأوراق نعود مرة أخرى إلى حديث عن عيد الحب فبما أن الدولة و انظمتها و اعلامها يشجعون على الإحتفال بعيد الحب و يحثون عليه من منطلق إنتشار الحب و البهجة بين المصريين برغم من إن السبب الحقيقي هو من وجه نظر الحكومة "أهو حاجة تلهي الناس كام يوم في السنة " فأنا اقترح أن تقوم الدولة بصرف علاوة في شهر فبراير من كل عام على موظفيها بمناسبة هذا اليوم و يمكن أن تسمى "علاوة المحبة " حيث تعد تعبيراً عن الحب و المحبة التي تكنهم الحكومة لمواطنيها و اهتمامها بهم و في نفس الوقت تعتبر مساهمة من الحكومة للاحتفال بهذا اليوم. تستطيع الدولة تدبير تلك الأموال الإضافية عن طريق فرض ضرائب إضافية في هذا الشهر على أصحاب محلات الهاديا و تسمى أيضاً "ضرائب المحبة" و لكنها هذه المرة محبة التجار للحكومة (و قبلوني لو حد دفع ساعتها ) حتى لا تتكبد خزينة الدولة أموال إضافية و هذه الطريقة ليست بغريبة على حكومتنا الموقرة فهي تحاول دائماً فرض ضرائب اضافيه على الأغنياء حتى يتسنى لها النهوض بالطبقة الفقيرة من عامة الشعب و بتنفيذ هذا الإقتراح تكون الحكومة قد أسهمت في إنتشار البهجة و رسم البسمة على شفاة المصريين و أصبح الحب متداول بين الحكومة و الشعب.
و سلملي بأه على التروماي مع الاعتذار للراحل نجاح الموجي