Tuesday, November 17, 2009

…!!!كرة القدم و الحشيش

هل يوجد علاقة بين انجازات كرة القدم و الحشيش؟ ظاهرياً بالطبع لا و لكن بعد الانتهاء من قراءة ذلك المقال ستتأكد أن انجازات كرة القدم و الحشيش هما وجهان لعملة واحدة على الأقل في مصرنا المحروسة.

الكل يعرف بالطبع من أين يأتي الحشيش و كيف يستخدم سواء كان في لف السجائر أو الشيشة أو حتى الجوزه و هناك بالتأكيد طرق اخري لشرب الحشيش لا أستطيع وصفها و طرق قد تكون مجهولة بالنسبة لي، لكن في النهاية التأثير واحد و هو الاحساس بالنشوة و السعادة لفترة معينة من الزمن نتيجة تخدير المخ تماماً و نسيان كل الهموم الناتجة عن مصاعب الحياه
 
الحشيش أصبح في مصر في الفترة الأخيرة من الضرورات اللازمة للحياه حيث نستطيع أن نجزم الآن أن مصر و بلا فخر أصبحت من أكثر الدول استهلاكاً للحشيش و لكن مع زيادة إنتاجه تم بحمد الله تحقيق الإكتفاء الذاتي علاوةً على تصدير بعض الكميات الفائضة للدول المجاورة!!!!.

كل هذا يحدث بعلم النظام الحاكم الذي يقوم باعتقال مجموعة من الشباب لمجرد محاولتهم في التفكير في خلع مسؤول من منصبه ،فكيف يجهل أو يتجاهل هذه الكمية المهولة من الحشيش المتواجدة في البلاد،بالاضافة إلى ذلك أن الحشيش ليس كالهروين الذي خف وزنه و ثقل ثمنه فنقله و توزيعه يحتاج لتضافر العديد من الجهود، لكن في النهاية يمكن القول أنها من ضمن سياسات الدولة العليا و هي "سيب الشعب يتبسط" و بذلك تتضمن إنه طول الوقت في حالة تخدير تام و لا يستطيع المطالبة بحقوقه أبداً.

انجازات كرة القدم في الفترة الأخيرة أصبحت حقا كثيرة و مبهجة و هذا يعود أولاً و أخيراً الى موهبة و تصميم هؤلاء المجموعة من اللاعبين تحت قيادة مدرب يحب عمله و يعشق وطنه، و ليس كما يريد أن يوهمنا المسؤلون انها نتيجة منظومة كروية متكاملة و مناخ عام في البلد و الكلام الفاضي ده.
لكن ماذا تفعل كرة القادم بالمصريين؟ كرة القدم أصبحت هي مصدر البهجة و الفرح الوحيد و الأوحد لجموع الشعب فأصبح تأثيرها تماماً مثل الحشيش حيث انها تعطي نشوة عامة و فرح لفترة معينة و تخدير للمخ من كل المتاعب و المصاعب حيث أن الكل ينسى جميع الهموم في تلك اللحظة و يقوم فقط بالرقص و الإحتفال.

هل المشكلة في الانجازات التي تحقق في ذلك المجال؟ بالطبع لا، و لكن اثبتت كرة القدم اننا إذا تجمعنا حول قضية ما أو هدف معين نستطيع أن نصل به إلى أعلى درجات النجاح. المشكلة تكمن اننا نعيش بلا هدف قومي، بلا قضية مشتركة لا يوجد توعية للجماهير للعثور على حلول لمشاكلهم. الحكومة و الحزب الحاكم يريدونا دائما شعباً تحت تأثير المخدر أياً كان ذلك المخدر أو طريقة التخدير.
اصبحنا كالصرصار الذي ظن نفسه تمساحاً تحت تأثير الخمر، فليتنا نفيق من هذه التخدير أو هذه الغيبوبة قريباً.

أريد سرد واقعة حدثت لا في أخر زيارة لللقاهرة،كنت مع بعض الاصدقاء نتجاذب أطراف الحديث حول الوضع في البلد و كيف نستطيع أن ننهض بمصر مرة اخري ثم إشتد الجدال و ارتفعت أصواتنا حول دور الحكومة و الأفراد للقيام بتلك المهمة، و لكني وجهت سؤال كنت حقاً أجهل اجابته و لم يستطع أحد من الإجابة عليه و خيم الصمت التام و السؤال كان " عايز حاجة واحدة كويسة تشتهر بها مصر الآن عن سائر بلاد العالم " على سبيل المثال تشتهر ألمانيا بالصناعة، اليابان بالتكنولوجيا الحديثة، البرازيل بالطفرة الاقتصادية التي أذهلت العالم في السنين القليلة الماضية فبماذا تشتهر مصر؟؟....لا شئ

حتى بعد انجازات فريق كرة القدم الأخيرة تظل و تبقى الاجابة لا شئ لاشئ....لكي الله يا مصر..

Friday, September 4, 2009

هشتكنا و بشتكنا يا ريس

وجدت نفسي مؤخراً مغرماً بكل ماهو قديم ، كل شئ استخدمته لفترة ما في حياتي لا أحب أن أفرط فيه. ظللت أبحث عن السبب وراء ذلك ، هل هذا يعود مثلاً إلى حب الامتلاك و الاحتفاظ بالأشياء لمجرد حوزتها؟ و لكن بعد التمعن في التفكير، إستبعد هذه الفكرة. أحب كل شيئ استخدمته و ظل معي لفترة ما سواء كان قلم جاف أو حتى الكمبيوتر القديم و أن كل شئ له معي ذكرى لا أريد التخلي عنه. هذا يعني أن السبب الرئيسي هو العاطفة. العاطفة فقط هي التي تجعل الانسان يحتفظ بشيء لا يفيده.

تلك المقدمة الهدف منها هو التمهيد لشئ في نفسي أود البوح به، قد يبدو غريباً في بادئ الأمر و لكن انتظروا معي قليلاً. اكتشفت اني بحب الريس، قد تتساءل و ما العلاقة بين حب كل ماهو قديم و حب الريس يعني؟ الاجابة ببساطة أن " الريس قديم ". صدق من قال قديماً أن الحب بيجي بعد العشرة رغم انهم كانوا يقصدون الزواج و لكن هذا المثل ينطبق على حالتنا هذه. منذ أكثر من عشرين عاماً أفتح الجرائد كل يوم أجد صورة له أو تصريح بجانب الظهور في الخطابات الرسمية سواء عيد الشرطة، عيد العمال، العيد القومي أو عيد تحرير سيناء يبأة في أكثر من كده عشرة.

الكارثة الكبرى اني وجدت أن كثير من المصريين على حالي هذا فلست وحدي. إذا سألت مواطن ساخط من عامة الشعب عن أحوال معيشته و أسباب تدهورها سيصب جام غضبه على الحكومة و الحزب الحاكم و رجال الأعمال الي وكلنها ولعة على حد وصفه و لكن عندما يصل عند الريس ستجد فجأة هدوءاً في نبرة الصوت و يبتسم قائلاً بس والله الريس بتاعنا طيب بس هي الناس إلي حوله ديه. لابد أن هناك سبباً إلى هذا الحب الغير مبرر "يعني المواطن دة عرف منين إنه  طيب".

انها العاطفة دائماً و أبداً، نحن شعب نحكم قلوبنا قبل عقولنا، عندما خطب اوباما من جامعة القاهرة و بدأ حديثه بالقاء السلام بالعربية و ذكر بعد ايات القران الكريم ظللنا نصفق و اعجبنا شديداً بكلامه رغم إنه لم يضيف أي جديد و لكنه عرف يضحك علينا. عندما ماتت ماما نونا في حمادة عزو منذ سنتين بكت مصر كلها و كأنها نكسة جديدة رغم إنه مسلسل في التلفزيون.

العاطفة لدينا تسبق أي شيئ فإذا نجحنا أن نتخلص من هذه العادة و حتى النجاح في تحجيمها نستطيع وقتها أن نضع الأشياء في موضعها الصحيح و نستطيع أيضاً أن نقف عن ترديد شعار هشتكنا و بشتكنا يا ريس (نردده دائماً لقتناع لدينا أنه لديه دائماً و أبداً حلول مشاكلنا عشان هو بس إلي حاسس بينا) . أعدكم أن أبدأ بنفسي و أن أتخلص من كل ماهو قديم و ليس له استخدام عندي.

Wednesday, September 2, 2009

انها لغيبوبة مفرطة

لا أحد يستطيع أن يتقدم أو ينهض دون أن يتعلم من ماضيه سواء على المستوى الإنساني أو على مستوى الامم،لكننا الآن مع الأسف مع واقع الحياة السريع ننسى أو نتناسى هذه الأساسيات. كنت قد تساءلت في موضوع سابق عن السبب الحقيقي وراء ما نعيش فيه من تخلف و إضمحلال،هل هو يعود إلى تأخرنا الفكري أم للقوة المفرطة التي يتمتع بها الغرب من علم و تكنولوجيا و كنت حقاً ابحث عن إجابة، لكن مع مرور الوقت و ملاحظة الأحداث التي تحدث حولنا و ربطها بأحدات مماثلة لها في الماضي بدأت ازداد اقتناعا و يقينا أن الغيبوبة الفكرية هي السبب الرئيسي لما نحن فيه. إذا كان الغرب أقوياء و متسلحين بالعلم فهذا لا يرجع إلى عبقريتهم فهم يفعلون كل ما هو متاح لهم و لكن المشكلة تكمن فمن يملكون العقول و القوة البشرية و لا يتقدمون إلى الأمام بل بالعكس يزدادون تأخر و تخلف. دعنا نتحدث قليلاً عن الماضي حتى يتثنى لجميع فهم مقصدي.

الخليفة المأمون هو بلا منازع من أعظم الخلفاء العباسيين فهو إبن هارون الرشيد و حفيد المنصور مؤسس الدولة العباسية. انشئ في عصره دار الحكمة في بغداد الذي كان يجتذب العلماء و الادباء و المترجمون للحضارات القديمة من كل الأنحاء سواء بلاد العرب أو بلاد فارس أو بلاد الهند. كان نهمه بالعلم لا حدود له و نتيجة هذا الحب المجنون للعلم و المعرفة نجح في أن يجعل من بغداد مركز العالم و المنارة التي يستنير منها جميع العلماء في عصره و التي أصبحت بعد ذلك أساس التقدم في عصر النهضة لأوروبا.
تقول الرواية أن المأمون و هو في طريقه إلى معركة في الشمال مع البزنطيين التقى مع جماعة الصابئين، فهم جماعة كان يؤمنون بأن النجوم تمثل الأسماء اللامتناهية عن الله تعالى، فكان الجدال معهم إذا كانوا من أهل الكتاب فوجبت لهم الحماية أم انهم من الملحدين فعليهم بالرحيل أو مواجهة القتال. عندما إشتد الجدال بينهم لم يقتنع المأمون بفكرهم و اعطاهم مهلة حتى ينتهي من معركته في بلاد البيزنطة، لكن الصابئون ظلوا يبحثون عن أي حجة يستطيعون أن يناظروا بها المأمون حتى وجدوا غايتهم في الأية الكريمة " إن الذين امنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحاً فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون" فبرغم ما يقال عن إختلاف هؤلاء الجماعة عن الجماعة المذكورة في القرآن و لكنهم واجهوا المأمون بهذه الآيات فتراجع عن قراره و أقرهم من أهل الكتاب و وجبت لهم الحماية و بعد ذلك طلب المأمون " ثابت بن قرة "و هو من الصابئين لينضم إلى علماء بيت الحكمة في بغداد ، ليكون بعد ذلك من أعظم علماء المسلمين في الفلك و الرياضيات و الهندسة.

الغرض من سرد هذه القصة هو التعرض لنقطتين ، النقطة الاولى هي عدول الخليفة عن قراره بمجرد اقتناعه بوجه النظر الاخرى و عدم التشبث برأيه لمجرد إنه الخليفة و يستطيع أن يفعل ما يهوى. هذا ما نفتقده حقاً هذه الأيام حيث أن كل زي رأي متمسك برأيه و على أساسه يتخذ العديد من القرارات التي دائماً يستطيع أن ينفذها بسلطته و نفوذه. النقطة الثانية و هي الاهم هو مدى حب هذا الرجل للعلم فهو بمجرد سماعه عن صيت ثابت بن قرة استدعاه إلى بغداد لينشر علمه من هناك رغم إنه من جماعة تدين بغير الإسلام و الخليفة نفسه كان في بداية الأمر من الممانعين لحمايتهم، لكن هذا لن يجعل في قلب الخليفة أي ضغينة تجاه الرجل لأنه ببساطة شديدة هدفه الاساسي هو نشر العلم.

الحضارة الاسلامية إمتدت قرابة ٨٠٠ عام فكانت الخلافة في دمشق في العصر الأموي ثم في بغداد في العصر العباسي و إبان تلك الفترة بزغ نجم الاندلس بعد فتوحات طارق بن زياد ثم ظهرت القاهرة عاصمة جديدة للعلم في عهد الحاكم بأمر الله في العصر الفاطمي. طول فترة الامبراطورية الاسلامية التي إمتدت من الصين شرقاً حتى مشارف فرنسا غرباً، تعاقب على الأمة الاسلامية الكثير من الأمراء و الخلفاء اختلفت ميولهم السياسية و مذاهبهم الدينية أحياناً و لكن إشتد بينهم الصراع في مجال العلم و المعرفة. اتفقوا جميعا على أن لا حدود في مجال الابداع و التكنولوجيا و أن العلم هو أساس التقدم و مكمن القوة. عندما كنت بغداد في أوج قمتها في العصر العباسي كانت قرطبة هي منارة الأندلس لما تركته من ميراث العلماء و الأدباء و الشعراء. بمجرد انطفاء نجم يبزغ نجم جديد في سماء الحضارة الاسلامية التي تركت لنا ميراث يجب الا يضيع هباءاً.

السؤال الآن هو ما الفارق بين ذلك الماضي الجميل و الواقع المرير ؟

الاجابة ببساطة هي حب الاطلاع و المعرفة، في السابق كنا نغوص في بحور العلم بلا كلل و ملل و لكن الآن نكتفي بمشاهدة ما يقوم به الغرب من انجازات في المجالات المختلفة. بدلاً من إستدعاء الخوارزمي و إبن الهيثم إلى بيوت العلم في بغداد و القاهرة اصبحنا نصدر أحمد زويل و مجدي يعقوب إلى أهل العلم في أمريكا و أوروبا.

صدقوني هذا هو الفارق نحن لا ينقصنا شيئ لدينا عقول على أعلى مستوى، قوة و طاقة بشرية هائلة، أموال فالخير كثير و الحمد لله. العلم و الثقافة و المعرفة هم الأمل المتبقي لنا لكي نرتقي و نتقدم و أعتقد انهم شيء نستطيع أن نقوم به و ليس بالأمر العسير.

أود أن اختم حديثي ببعض أبيات الشعر من "مرثية الأندلس" للشعر أبو البقاء الرندي شاعر الأندلس التي نظمها بعد ضياع بعض الامارات الهامة في الأندلس فهي تعكس بوضوح واقعنا المخزي.

يا من لذلة قوم  بعد   عزتهم       أحال  حالهم  كفر و  طغيان

بالامس كانوا ملوكاً في منازلهم      واليوم هم في بلاد الكفر عبدان

فلو تراهم  حياري لا دليل  لهم      عليهم  من  ثياب  الذل  الوان

و لو  رأيت بكاهم  عند  بيعهم       لهالك الأمر واستهوتك أحزان

Sunday, June 28, 2009

!!هوه الريس معاه نمرة تليفوني؟

وجدت نفسي أسأل هذا السؤال بعد قراءة العناوين في الصحف عن إرسال الرئيس برقية تهنئة الي المنتخب الوطني بعد الفوز على إيطاليا و اتصاله شخصياً برئيس البعثة و حسن شحاتة. فكلما حقق مصرياً في أي بقعة من بقاع المعمورة إنجازاً جديداً نجد أول شئ في عناوين الصحف المصرية هو إتصال سيادة الرئيس للتهنئة و في بعض الأحيان يكون الاعلان عن إتصال الرئيس قبل حدوث الانجاز نفسه و هذه قضية أخري.

التساؤل المطروح هو هل الرئيس يملك أرقام تليفونات الشعب باكمله..!!؟

نحن - كشعب - نعرف كيف نطلب خدمة من الرئيس ( و هنا افترض اننا كبقية دول العالم الأول و لكن ما علينا). سواء كان الطلب شخصياً أو جماهيريا فهناك عدة طرق مشروعة للتعبير عن ذلك و لكن إذا حدثت العملية بالعكس أي أن الرئيس يريد مخطابة شخصاً بعينه سواء كان للوم أو للتهنئة فكيف يتم ذلك؟ فهل على سبيل المثال أن الرئيس أو رئاسة الجمهورية لديها قاعده بيانات باسماء المواطنين و أرقام تليفوناتهم فليس على الرئيس أو أحد مستشاريه بغير الضغط على زر صغير للعثور على الرقم المراد أم يتم ذلك دائماً و دوماً عن طريق وزارة الداخلية التي من المؤكد لديها ملف لكل مواطن و في هذه الحاله عملية الأتصال قد تستغرق بعض الوقت.

الشيء الأخر الذي جال بخاطري هو إذا كان الشخص المراد شخصية مغمورة فالاتصال بعالم كبير أو حتى المدير الفني للمنتخب ليس بالامر الصعب قد يتم ذلك في ثواني و لكن إذا كان الشخص المراد هو مواطن بسيط في إحدى قري مصر الصغيرة لا يعلم عنه أحد من المسؤولين و لكن هذا المواطن قام بانجاز غير مسبوق قد ينقل البلد إلى مصاف الكبار و علم الرئيس بهذا الإنجاز و يريد أن يكون أول المهنئين فكيف يتم ذلك؟ هل يأمر الداخلية باحضاره إلى مقر الرئاسة لمجرد التهنئة؟!. ذلك من المتوقع أن ينتج عنه إصابة المواطن بإعياء أو غيبوبة مفاجئة لأن ذلك لا يحدث في بلادنا إلى عند المصائب فماذا يكون الوضع إذاً؟؟

أردت من خلال السطور و الافتراضات السابقة طرح مشكلة قد تكون سبباً مما  نعيش فيه من هموم و مصائب و هي الفجوة الكبيرة التي بين الحاكم و المحكوم. الحاكم يعيش في قصر كبير محاطاً بالحراسة الشديدة و لديه جيش من الخدم و الحشم و لكن للاسف هذا القصر ليس في وسط المدينة و لكنه في صحراء شاسعة فهذه الصحراء ليس بها إلى ذئاب تعوي و أفاعي تلدغ. فمن حاول من عامة الشعب مجرد الاقتراب من ذلك القصر أو حتى تلك الصحراء فهو أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن تفترسه الذئاب أو تلدغه الأفاعي و إذا حاول الصياح طلباً النجدة من الحاكم لكي ينقذه فعواء الذئاب أقوى و أعلى و يغطي على أي صوت غيره.

إذا كانت هذه هي الصورة القاتمة ماذا يكون الحل؟. ليس أمام الحاكم سوى خيارين أما محاربة الذئاب و الخروج من القصر العاجي و الاستماع إلى صوت الجماهير و إذا كان عاجزاًعن ذلك فعليه التنحي عن الحكم ليترك لغيره المجال القيام بهذه المهمة. الطامة الكبرى التي لا أريد تخيلها هي أن يكون الحاكم هو حاكم تلك الذئاب و هي تفعل ما تفعله بعلمه و تحت أعينه و إن كان هذا الإفتراض هو الأصعب و لكنه مع الاسف هو الأقرب إلى الواقع و يفسر الكثير من الأحداث التي تحدث و سوف تحدث فيما بعد. في هذه الحالة الحل في أيدي الجماهير التي عليها تعمير الصحراء و طرد الذئاب منها و إن كان هذا لا يتم بين ليلة و ضحاها و لكن علينا البدء.

أعلم جيداً أن محاربة الفساد ليس بالشيء الهين و لكن نستطيع أن نفعل ذلك و صد قوي الفساد في البلاد الذي أصبح كالنار المشتعلة فالهروب منها لا يطفئها و لكنها تزداد قوة أكثر و أكثر كل ماعلينا فعله هو المواجهة مجرد المواجهة ثم نأمل بعد ذلك بحياة أفضل إلى أجيال قادمة.

Thursday, June 4, 2009

اوباما يتحدث العربية

ظهر على شاشات التليفزيون الرئيس اوباما ملقياً خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي من جامعة القاهرة حاملاً معه الكثير من القضايا و مقدماً مبادرة جديدة راغباً في التغيير و المقصود بالتغيير هنا هو تغيير صورة أمريكا أمام العالم بعد الفترة المظلمة التي شهدتها تحت ولاية المنصرف "بالجزمة" بوش و لكن قبل الخوض في النقاط التي طرحها اوباما في خطابه دعونا أن نتطرق أولاً إلى نقطتين.

النقطة الأولى هي إختيار القاهرة للقاء خطابه ففسر كبار مسئولينا و قادتنا الأفاضل أن ذلك ينم عن مكانة مصر العظيمة و انها حقاً أم الدنيا و إنه حقاً شرف لمصر هذا الاختيار و لكن في حقيقة الأمر أن هذه التصريحات لا يمكن تسميتها بغير "الهبل" السياسي و ذلك يعود إلى سببين أولهما هو إذا أراد اوباما حقاً توجيه خطاب للعالم الإسلامي أجمع فعليه أن يتوجه إلى أكثر البلاد الإسلامية كثافة من حيث السكان و هي اندونسيا التي تحتوي ثلاثمائة مليون مسلم بالاضافة على انها شهدت نشأته كصبي.
من الواضح أن الخطاب ليس للعالم الإسلامي أجمع كما هو معلن و لكنه موجهاً للعرب و الشرق الأوسط و هذا يدفعنا إلى السبب الثاني و هو أن اختيار مصر جاء لأن مصر بنظامها و سلطتها تعد من أكبر حلفاء أمريكا في المنطقة و هذا يفسر أيضاً زيارته للمملكة العربية السعودية الشريك الأساسي الآخر لامريكا في المنطقة.

النقطة الثانية هو ذلك التفاؤل الشديد الذي تتحلى به الشعوب العربية منذ أن تولى اوباما الحكم معتقدين أنه يستطيع تغيير الحال و حل جميع القضايا المستعصية و كأنه يحمل عصا موسى. يأتي هذا التفاؤل نتيجة لجذور اوباما الاسلامية ربما و لكن الافراط في أي شيء هو سمة من سمات العرب سواء كان التشاؤم الشديد أو التفاؤل الشديد. يجب أن نرى الحقيقة كما هي و الحقيقة تقول أن اوباما جاء ليحمي المصالح الأمريكية أولاً سواء كانت داخلياً أو خارجياً و هذا ما اعلنه منذ بدء حملته الاتخابية.

ما يتميز به اوباما عن سلفه هو تلك الشخصية الفريدة و الكاريزما التي تجذب دائماً القاعدة العريضة من الجماهير حتى تستمع إلى خطابه و وضح ذلك جلياً في خطابه من جامعة القاهرة حيث إنه اكتسب تعاطف جموع عريضة من الشعوب العربية دون أن يقدم حلولاً جديدة و لكنه يعرف كيف يحاور و يعرف طبيعة العرب التي تميل دائماً إلى إحكام العاطفة قبل العقل في كثير من الأمور فبمجرد إستشهاد اوباما ببعض آيات القرآن الكريم نجد التصفيق الحاد هو سمة القاعة.

استمر خطاب اوباما قرابة الساعة تتطرق فيها إلى سبع نقاط تناول بعض هذه النقاط بسطحية شديدة دون الخوض في تفاصيلها. وضح ذلك عندما تحدث عن الملف النووي الإيراني فكرر ما قاله في خطابات سابقة عن دعوته إلى الحوار مع إيران دون ذكر كيفية إتمام هذا الحوار أو ما قد ينتج عنه ذلك؟
لم يظهر جديداً في القضية الفلسطينية أعلن إنه ملتزم بحل الدولتين دون يقدم خطة للتنفيذ و لم يذكر حق اللاجئين في العودة و لم يعلن على سبيل المثال عزمه في الضغط على إسرائيل في تنفيذ ذلك لكنه على العكس أعلن أن الروابط بين أمريكا و إسرائيل لا يمكن أن تنكسر. بالاضافة إلى ذكره الانتهاكات التي عانى منها اليهود على مر التاريخ من خلال المحارق النازية أو غيرها. لم يذكر معاناة الشعب الفلسطيني في غزة أو مجازر الإبادة الجماعية التي قام بها الصهيون في الستين عام الماضية.
النقطة الوحيدة التي تحدث فيها بقليل من التفاصيل هي التنمية الاقتصادية حث دعا إلى التبادل الثقافي و العلمي بين أمريكا و دول العالم الإسلامي عن طريق البعثات الدراسية من الجانبين و أضاف أن التنمية الإقتصادية يجب أن تقوم على أساس العادات و التقاليد للدول و جاء مثال اليابان دول أمريكا الجنوبية لتوضيح ذلك المنطلق.

الخطاب شهد الجديد في نقطتين في رأيي و هما عندما تحدث عن حماس لم يقل انها منظمة عربية تعوق عملية السلام و لكنه ذكرها على انها شريك في السلطة عليها بعض المسؤليات و لكن يجب أن تتخلى عن العنف. النقطة الثانية هي عندما تحدث عن نبذه للعنف و الحرب على أفغانستان و العراق فلم يذكر الحرب على الإرهاب و لكنه إن حرب أفغانستان فرضت عليهم و لكن حرب العراق كانت إختيارية بالنسبة لأمريكا و عليهم الإنسحاب منها الآن.
ذكر اوباما مصر في حديثه مرتين مرة عن طريق التلميح عندما تحدث عن الديمقراطية و إنتهاك حقوق الانسان و كان ذلك ربما تلميح عن المنطقة العربية كلها و ليس مصر فقط. المرة الثانية فكانت عندما تطرق في حديثه عن حرية الأديان و ذكر الاقلية الأقباط في مصر. هذا يوحي أيضاً برغبته بتغيير الأنظمة المستبدة و لكن هذا موضوع آخر قد أتناوله في حديث آخر.

اوباما في خلال حديثه لم يضف الجديد كما أشرت و لكن من خلال شخصيته المميزة التي تذكرنا بخطب الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان يظهر في أعتى المحن يخاطب المصريين لا يقدم حلولاً و لكن كان لديه هذه القدرة الهائلة على تهدئتهم و هذا ما فعله اوباما فهو لم يقدم حلولاً لقضايا المنطقة و لكنه دعا إلى بدء صفحة جديدة و إلى إستخدام الحوار بدلاً من العنف و نجح في كسب تعاطف الملايين معه. الخطاب يدل على حسن نواياه إن كان صادقا و لكن يجب عدم الافراط في التفاؤل و نحاول أن نصلح البيت من الداخل أولاً قبل الاعتماد الكامل على الغير في حل مشاكلنا.

Friday, February 13, 2009

!!!الحب الحب……..الشوق الشوق

يحتفل العالم أجمع بعد أيام قليلة بما يسمى بعيد الحب أو الفالنتين داي و هو يوافق الرابع عشر من فبراير ، تتعدد مظاهر الإحتفال بهذا اليوم فتجد كل شيء غطي باللون الأحمر الأشخاص في الشوارع يرتدون الملابس الحمراء و يحملون الهاديا الحمراء و تشعر بأن عدد السيارات الحمراء ازداد في الشوارع و هذا بالطبع بجانب ديكور المحلات حيث أن اللون الأحمر و القلوب الحمراء جزء لا يتجزأ من فاتارينها. أضف إلى لذلك إزدياد نشاط محلات الهاديا في هذا اليوم حيث يساورك شعور بأن بعض هذه المحلات يعمل فقط في هذا اليوم و لكنه مغلق بقية العام. و مع إزدياد صيت و شعبية عيد الحب في السنوات الاخيرة و أصبح الإحتفال به ضرورة ملحة على كل الحبيبة ظهرت معه بعض المصطلحات الاجتماعية الجديدة مثل "خروجة" الفالنتين التي أمر لا مفر منه و يصطحب ذلك بالطبع هدية الفالنتين التي لا تجوز الخروجه بدونها.

نتيجة إنتشار هذا الوباء أصبح ذلك اليوم لدى المصريين أكثر أهمية من الأعياد القومية و بمحاذاة الاعياد الدينية.

أنا لست ضد الإحتفال بعيد الحب و لكن الا تشعروا أن الموضوع زاد عن حده في السنوات القليلة الماضية بطريقة غريبة و أصبح الإهتمام به زيادة عن اللزوم و البروباجندا الاعلامية كل سنة بتزيد "حتة" .

تجد الدعوة في البرامج و الفضائيات إلى كل المصريين بممارسة فعل الحب حتى سمي هذا الشهر بشهر الحب و تقوم بعض القنوات بعرض الأفلام الرومانسية فقط خلال هذا الشهر و من يقوم بغير ذلك يصبح شاذاً عن القاعدة. أضف إلى ذلك اللقاءات و الحوارات مع الفنانين و الساسة و كبار رجال الدولة لمعرفة كيف يقضون عيد الحب و يشاركون بأفكارهم مع المشاهدين و كأن كل مشاكل الدولة حلت و لم يتبقى سوى أن نعرف كيف نحتفل بعيد الحب.

عيد الحب هو إحتفال غربي يحتفل به الغرب بعد مقتل العاشق فلنتينو في هذا اليوم و لذلك فالغرب لديهم اسبابهم التاريخية للاحتفال بهذا اليوم

و لكنه بالنسبة لنا هو فقط تقليد أعمى لكل ماهو غربي دون وعي أو تساؤل عن أصل ذلك الإحتفال في ثقافتنا أو تاريخنا و أتحدى أن يكون معظم المحتفلون بهذا اليوم على علم بالخلفية التاريخية لهذا اليوم و إذا سألت سيكون الرد "أهو يوم نتبسط و نخرج فيه و خلاص".

نحن المصريين نتميز دون غيرنا من سائر شعوب المعمورة بأننا نحتفل بجميع الأعياد المعروفة للعالم سواء كانت دينية حيث تجد المسيحيون يحتفلون في أعياد المسلمين و العكس صحيح أو الأعياد القومية و عيد الأم و عيد الحب و عيد الطفولة و شم إلنسيم.... إلخ. الحمدلله السنة عندنا كلها أعياد و أهو كله أجازت رسمية و إستجمام .

حتى لا نخلط الأوراق نعود مرة أخرى إلى حديث عن عيد الحب فبما أن الدولة و انظمتها و اعلامها يشجعون على الإحتفال بعيد الحب و يحثون عليه من منطلق إنتشار الحب و البهجة بين المصريين برغم من إن السبب الحقيقي هو من وجه نظر الحكومة "أهو حاجة تلهي الناس كام يوم في السنة " فأنا اقترح أن تقوم الدولة بصرف علاوة في شهر فبراير من كل عام على موظفيها بمناسبة هذا اليوم و يمكن أن تسمى "علاوة المحبة " حيث تعد تعبيراً عن الحب و المحبة التي تكنهم الحكومة لمواطنيها و اهتمامها بهم و في نفس الوقت تعتبر مساهمة من الحكومة للاحتفال بهذا اليوم. تستطيع الدولة تدبير تلك الأموال الإضافية عن طريق فرض ضرائب إضافية في هذا الشهر على أصحاب محلات الهاديا و تسمى أيضاً "ضرائب المحبة" و لكنها هذه المرة محبة التجار للحكومة (و قبلوني لو حد دفع ساعتها ) حتى لا تتكبد خزينة الدولة أموال إضافية و هذه الطريقة ليست بغريبة على حكومتنا الموقرة فهي تحاول دائماً فرض ضرائب اضافيه على الأغنياء حتى يتسنى لها النهوض بالطبقة الفقيرة من عامة الشعب و بتنفيذ هذا الإقتراح تكون الحكومة قد أسهمت في إنتشار البهجة و رسم البسمة على شفاة المصريين و أصبح الحب متداول بين الحكومة و الشعب.

و سلملي بأه على التروماي مع الاعتذار للراحل نجاح الموجي

Wednesday, February 11, 2009

!!!قل بلادة و لا تقل ريادة

سيطرت على الساحة السياسية في الفترة الماضية الأحداث الجارية في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي جامح و صمود و إستبسال من عناصر المقاومة من الشعب الفلسطيني و رافق هذا و ذاك ردود أفعال متباينة من شتى وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و المقروءة سواء كانت مصرية أو عربية أو دولية ولكن في النهاية اجمعت معظم وسائل إعلام على إدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل و كان مواطن الاختلاف في التحاليل السياسية لردود أفعال دول العالم تجاه العدوان. على سبيل المثال وجدنا في عالمنا العربي إشادة لا مثيل لها تجاه ما فعلته كل من فنزويلا و بوليفيا من طرد للسفير الإسرائيلي و قطع العلاقات الدبلوماسية و مقارنة هذه المواقف لمواقف دولنا العربية الضعيفة التي لم تتعدى إصدار بيان لشجب و إدانة العدوان.
في خلال هذه الفترة تميز الاعلام المصري بموقف لا مثيل لهو هو الإستبسال و الاستماتة في
الدفاع عن السياسة الخارجية المصرية و تصوريها " بالفظيعة إلي ملهاش حل" و كأنها هي الناهية الآمرة في القضية و لا تخطئ أبداً و نأتي بعد ذلك و نتحدث عن الريادة في مجال الإعلام. فهل الريادة تكون فقط في الدفاع عن سياسة الحكومة؟!و كان الأدهى من ذلك هو تصوير من ينتقد السياسة المصرية سواء كان من المعارضة و من جهات أجنبية بالمسيء الى مصر و تصوير كل إنتقاد على إنه إساءة لتاريخ مصر و حاضرها و إنه بفعلته هذه نسي دور مصر الحاسم طوال تاريخها تجاه القضية الفلسطينية و تناسى عدد الشهداء التي قدمتهم مصر على مدار تاريخها في سبيل فلسطين و العرب و كل هذا الكلام الذي أصبح كالاسطوانة المشروخة من كثرة تكراره. أنا بالتأكيد لست أشكك في هذا الكلام و لكن هذا لا يعني أن أن التاريخ يمحي ما يحدث من سقطات سياسية .أنا هنا لست بصدد تحليل سياسة مصر تجاه أزمة غزة و لكن ليس من المعقول أن السياسة الخارجية لمصر طوال فترة حكم مبارك لا تخطئ أبداً كما يصورها الإعلام المصري. مبارك رئيساً لمصر قرابة ثلاثون عاماً أصدر العديد من القرارات فمن الوارد جداً أن يكون بعضها لم يحالفه فيها التوفيق ففي النهاية الرئيس و القائمون على الدولة بشر يصيبون أحياناً و يخطئون أحياناً اخرى.
الاساءة التي يتحدث عنها الاعلام المصري هو حقاً ما يفعله تجاه مصر من الافتراء على الاخرون و عدم إظهار الحقيقة في بعض الأحيان و ليس النقد الذي يقوم به الاخرون لسياسة مصر الخارجية. أريد توضيح تلك النقطة من خلال الملاحظات التالية :
أولاً
ظهر على شاشات التليفزيون في إحتفالات عاشوراء الشيخ حسن نصر الله و كان حديثه منصب على العدوان على غزة و دور المسلمين و العرب لصد ذلك العدوان و من ضمن حديثه إنه يحث المواطنين المصريين للخروج إلى الشوارع على شكل مظاهرات للضغط على الحكومة المصرية من أجل فتح معبر رفح.
بعد نجاح حزب الله و حسن نصر الله في صد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان في عام ٢٠٠٦ و اجباره على الانسحاب قبل تحقيق اهدافه اعتبر منذ ذلك الحين رمز من رموز المقاومة و التفت حوله القاعدة العريضة من جموع الشعب العربي ايماناً منهم إنه حقق مالم يستطع غيره من جيوش نظامية تحقيقه.
أنا أقول هذا الكلام ليس دفاعاً عن هذا الرجل فانه أخطأ عندما دعا المصريين للقيام بهذه الأفعال فهذا ليس من سلطته أو اختصاصه و لكن في النهاية إنه خطأ صديق و لذلك كان من الواجب علينا أن نعطي الحديث حجمه الطبيعي و الا نتصيد الأخطاء للأصدقاء و لكن كان للإعلام الموجهة رأي آخر. كانت الجرائد تتسابق في سب و قذف حسن نصر الله على صفحاتها الأولى و كانت تلك الشتائم تسبق أخبار الحرب في غزة و كأنه الموضوع الأكثر أهمية. صورته بعد الصحف "بالحانوتي" الذي يتلذذ عندما يزيد عدد الضحايا في الحروب و ما صوره بحسن "بقه" طرزان لبنان الذي لم يستطع تحقيق النصر في جنوب لبنان و إنه يعرف جيداً أن حرب لبنان ليس بها منتصر ولا مهزوم على حد قول الصحيفة الموقرة.
هل هذه هي الريادة المصرية في إعلام التي نتحدث عنها هل الريادة تكون عن طريق "الردح" للاشقاء في وقت المحنة أم هذا هو حقا الإساءة الي هذا البلد عندما يظهر مثل هذا الكلام في جرائدنا الرسمية؟
:ثانياً:
موقف اعلامنا الموقر من رفض مصر و تحفظها تجاه قمة الدوحة التي دعا إليها أمير قطر لمناقشة تطورات غزة. ما إن أعلن رفض مصر و السعودية من حضور القمة لأسباب أراها خاوية و ضعيفة حتى ظهرت بعض الفضائيات تقول أن إنعقاد قمة عربية دون دولتين في حجم و مكانة مصر و السعودية يسبب "فتنة" بين العرب و تكرس الإنقسام العربي. فهل إجتماع الاغلبية هو ما يسبب الفتنة ؟؟أم إنشقاق بعض الاطراف لاسبابها الخاصة ذلك هو الإنقسام بعينه؟! هذا بالاضافة إلى الهجوم الضاري على دولة قطر في الصحف و الجرائد و كأنها ارتكبت جرماً عندما دعت لإنعقاد قمة طارئة.
الاعلام في مصر ليس حراً كما يصوره البعض فهو أحسن من عصور مضت و لكنه في نفس الوقت لم يرتقي إلى المستوى المأمول الذي ننتظره لكي نقول أنه الرائد في المنطقة. تعالو نتخيل معاً بعض السناريوهات: السيناريو الأول هو أن بعض الفضائيات التي تذاع من مصر قامت بحملة هجوم تجاه سياسة مصر الخارجية و نقد سياسة النظام الحاكم فماذا سيكون رد الفعل؟ أقل شئ سوف تقوم به الحكومة هو إغلاق تلك القناه و ربما محاكمة القائمين عليها بتهمة نشر ماهو يسيء لمصر بالفضائيات التي تعرض للعالم أجمع.
السناريو الثاني هو هل يمكن أن نري في جرائدنا الرسمية و القومية نقد بناء للسياسة الخارجية للنظام الحاكم ؟ الاجابة ببساطة لا . كيف يحدث ذلك و روؤساء مجالس إدارة هذه الصحف و روؤساء تحريرها هم أعضاء في النظام الحاكم بصفتهم أعضاء في الحزب الوطني.
هذا ما يجعل هناك قيود على إعلام في مصر لأنه مرتبط ارتباط وثيق بالنظام و لا يمكن مهاجمته لأن ذلك يعتبر مهاجمة للنفس.
الاعلام في مصر يستطيع مهاجمة الحكومة و محاسبتها و لكن هذا الهجوم له أسقف معينه لا يستطيع أحد تجاوزها و من ضمن هذه الاسقف السياسة الخارجية للدولة. لكن ليس من المعقول أن نتغنى دائما و نقول أن كل من ينتقد سياستنا الخارجية هو مسيء الى كيان الدولة فاذا كان ذلك هو المفهوم السائر فمن نفس المنطلق كان من الواجب على أمريكا اعتبار القاء الحذاء في وجه رئيسها هو إساءة لتاريخ أمريكا و إهانة لكل أمريكا و هذا مالم يحدث حيث إعتبر الاعلام الأمريكي ما حدث هو تعبير عن غضب الشعب العراقي تجاه السياسة الأمريكية و انها إهانة لشخص بوش و ليس إهانة لأكبر دولة في العالم..

Tuesday, February 10, 2009

غيبوبة فكرية أم قوة مفرطة!؟

لقد تابعنا خلال الفترة الماضية أحداث العدوان الأسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة و ما تقوم به من أعمال مشينة ضد الأنسانية من قتل للأطفال و الشيوخ و النساء وهدم للبيوت و المنازل علي روؤس أصحابها بدعوي وجود عناصر مسلحة داخل البيوت و تحتها علي شكل أنفاق تابعة اعناصر المقاومة. و ما أشبه الليلة بالبارحة فما يفعله العدو الصهيوني بغزة لا يختلف كثيرا عن معسكرات الابادة الجماعية الهولوكوست التي كان يقوم بها هتلر ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية التي وصل عدد ضحاياها الي 6 مليون يهودي علي حد قولهم و أصبح من يشكك في هدا الرقم يتعرض لعقوبة من قبل المحاكم الدولية فمجرد التشكيك يؤدي الي عقوبة دولية فهكدا دافع اليهود عن حقوقهم و ضحاياهم فمن يدافع عن ضحايا و شهداء الحروب العربية – الاسرائيلية خلال الستون عاما الماضية بدءا من حرب 1948 وصولا للعدوان الحالي علي غزة؟!!

و لكن هل ما تقوم به اسرائيل بمساعدة الدول الغربية و امريكا ضدنا نحن العرب بعدوان عسكري أو اقتصادي أو فكري هو بسبب قوتهم المفرطة و قدرتهم علي السيطرة علي كل شئ بما فيها مصائر الشعوب و في بعض الأحوال القضاء عليها أم اننا حكام و شعوب مساهمون بشكل كبير فيما يحدث؟! قبل الاجابة عن هدا السؤال أود أن أنوه بانني هنا لست بصدد تحليل عسكري للحروب أو تحليل سياسي لبعض القرارات التي أعلنت من قبل الحكام العرب ازاء الأزمة الراهنةفالحقيقة أن ما وصلنا اليه من تدهور و اضمحلال هو أكبر من أي قرار سياسي او اتفقايات دولية هزيلة فما يحدث هو نتيجة تراكم سنوات من الضعف و المهانة و االتأخر.

القضية الرئيسية التي أقصدها هي قضية فكرية فنحن وصلنا الي قدر من التخلف الفكري لم يسبق له مثيل. أصبحنا نهتم بأتفه الأسباب و نكبرها و نضخمها حتي تصبح شغلنل الشاغل. وقد يتساءل البعض ما علاقة ما يحدث في غزة لما وصلنا اليه من تخلف و تدهور فكري؟ الا جابة علي هدا السؤال تأتي في ذكر واقعة حدثت في الأيام القليلة الماضية الحدث هو مبارة لكرة القدم في الدوري المصري العقيم بين فريقي الأهلي و الاسماعيلي فبدأت المباراة بدقيقة حداد علي أرواح شهداء غزة و هتافات موحدة من جمهور الفريقين منددة بالعدوان و تدعو أهل غزة للصبر و الصمود و ما ان بدأت المباراة حتي اشتعلت المدرجات و نسي جمهور الفريقين ما كانا يناديان به و تبادلا القاء الشماريخ علي أرضية الملعب و احداث أعمال شغب في المدرجات كادت أن تؤدي الي كارثة.

قد يقول البعض أن ما حدث وارد جدا في مباريات كرة القدم و لكن انظروا كيف تناولت الصحف الأسرائيلية الموضوع من جانبها فقالت احدي الصحف أن ما حدث يوضح من هم المصريون و من هم العرب فانهم يظهرون أشياء ولكنهم يتفاعلون مع أشياء أخري تماما و هدا ما يسهل هزيمتهم بل و السيطرة عليهم أيضا. تلك الواقعة تبرهن علي أن العدو بداخلنا فعلينا أولا التخلص منه ثم التفكير فما هو أبعد.

الواقعة الأخري التي أوذكرها لتوضيح مقصدي: لقد وصلني منذ بضعة أيام رسالة علي الفيس بوك من احدي طلاب جامعتنا تدعو الي التضامن مع غزة وذلك من خلال تنفيذ بعض المطالب و بسبب تعنت ادارة الجامعة في تنفيذ تلك المطالب فانه يدعو الي اعتصام في الجامعة حتي تستجيب الادارة الي هذه المطالب.

المقصد نبيل و هو التضامن مع غزة أما المطالب موضوعية و مكتوبة بطريقة منظمة و مهذبة و لكني فجأة أصبت بذهول و دهشة فمن ضمن المطالب السعي لاحضار دي جي فلسيطيني كنوع من أنواع الأسهامات. فبالله عليكم كيف يكون الدي جي نوع من أنواع التضامن مع غزة فهل عن طريق تشغيل بعض الأغاني الوطنية أم نأتي به لنردد معه وطني حبيبي الوطن الأكبر؟!!

هذه هي القضية مرحلة اللاوعي التي وصلنا اليها و الغيبوبة المستمرة التي لا نريد أن نفيق منها و هذا لا يعود الي الأمية كما يردد البعض. المشكلة تأتي من الطبقة المتعلمة الجاهلة فالمقصود بالجهل هنا هو جهل المعرفة و ليس العلم , العزلة عن العالم الخارجي و العيش داخل قالب لا نخرج منه أبدا. الجهل بتراثنا و عادتنا وتقاليدنا أو بمعني أوضح الجهل بهويتنا العربية و الأسلامية و التقليد الأعمي لكل ما هو غربي دون النظر الي كيفية ملائمة ذلك الي هويتنا و تراثنا و قوميتنا.

يعرف معظمنا كيف ينظر الينا الغرب نحن كعرب علي اننا قوم همج لا نصلح الا لرعي الغنم و العيش مع الجمال و الخيول و لا نصلح للاقامة في المجتمعات المتمدينة بسبب عاداتنا العقيمة التي نتوارثها جيل بعد جيل و إضافة إلى ذلك احساسهم و في بعد الاحيان يقينهم بأن ديننا يحثنا على العنف و العدوان و لذلك وجب عليهم أخذ الحرص الكافي عند التعامل معنا وربما السعي للقضاء علينا و في خلال هذا الإطار ظهرت بعد الجماعات في أوربا سواء كانت جماعات سياسية أو طائفية تدعو إلى القضاء على الإسلام في أوربا و ترحيل العرب المسلمين أو حتى غير المسلمين بسبب اختلاطهم بنا في بعد الاحيان يؤدي ذلك الي تعلقهم بعاداتنا و مسلماتنا و هذا يؤدي إلى ظهور نزعة العنف عندهم أيضاً . أشهر هذه الجماعات هو حزب الحرية و الديمقراطية التي يترأسها جريت ولدرز الذي يمتللك ١٥ مقعداً في البرلمان الهولندي. يدعو هذا الرجل الي القضاء على ما أسماه "اسلاميزاشن" ويقول إنه لا يكره المسلمين و لكنه يكره الإسلام و القرآن الذي يحث المسلمين على العنف و العدوان على حد قوله فيجب على المسلمين التخلص من بعد نصوص ذلك الكتاب حتى يستطيعوا الاختلاط بالمجتمع الاوروبي.

انظروا كيف يوضح هذا الرجل وجهة نظره و اسبابه التي يرى انها تقوي موقفه فانه يقول "يجب علينا الحفاظ على هويتنا و تراثنا الهولندي لان الاسلام هو الأكثر إنتشاراً في أوربا فكان المسلمين في بداية القرن الماضي لا يتعدوا مائتين فرد بينما وصل عددهم في عام ٢٠٠٤ إلى أكثر من مليون فرد و لذلك يجب علينا أن نسعى بشتى الطرق للقضاء على تلك الظاهرة و ذلك الإنتشار. يجب علينا وقف بناء المساجد و يكفي وجود المحجبات في الشوارع الهولندية و حان الوقت للانتهاء من محلات التي تحمل كلمة "حلال" حتى نستطيع أن نحافظ على هويتنا و قوميتنا".

إنتهى كلام جريت ولدرز فهو يريد الحفاظ على قوميتهم و لذلك فهو يفعل كل ما يستطيع حتى يتثنى له ذلك سواء كنت شعارات ضد المسلمين و الاسلام أو عن طريق فيلم قصير كالذي انتجه بعنوان "فتنة" ضد الإسلام.

هذا هو الفارق بينا و بينهم فانهم يفعلون كل شئ للحفاظ على هويتهم حتى إن كانت عن طريق معاداة الأديان الاخرى بينما نحن نفعل كل شيء للتخلص من عروبتنا و قوميتنا. عندما إنتهك هتلر حقوق اليهود قامت الدنيا حتى استردوا حقوقهم كاملةً كما أشرت و هذا بالإضافة إلى التعويضات التي تدفعها ألمانيا حتى ألان لليهود و لكن عندما أهين الاسلام و المسلمون لم ينطق أحد و عندما قتل أطفال العرب في المدارس و المستشفيات لم نسمع سوى نشجب و ندين و نعترض تلك الكلمات التي لا تسمن و لا تغني من جوع و ذلك لأننا مفككين داخلياً و مفرغيين فكرياً لا نريد أن نشغل بالنا بما فيه مصلحة المجتمع نريد فقط مصلحتنا الشخصية.

وجب علينا ملء ذلك الفراغ الفكري قبل إلقاء اللوم على الآخرين و وجب علينا أيضاً أن نترفع عن كل الصغائر و التفاهات حتى نحقق النصر فأعدائنا متربصون لنا و يستغلون  نقاط ضعفنا أحسن إستغلال. أين واجبنا تجاه وطننا و ديننا و مجتمعنا؟ أين وجبنا تجاه الآخرين؟ أين نصرتنا لديننا؟

أود أن اختم كلامي بقول الله تعالى: " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"

First Post

As this is my first post i would like to say hello and thank you for visiting my blog and i hope that u will enjoy the few minutes that u will spend reading my articles.

I thought a lot before going through the idea of creating my own blog as i was always convinced that I am not that good in writing and there is not that thing or that topic that i can write about, but suddenly i found that in many situations i had a lot of thoughts that flow in my head and i realized that the best way to express these thoughts and these feelings is by writing.

As we are all Egyptians and belonging to this Land and this history, we all have something in common regarding the religion or any political views which is our love towards our country and  our hope to see it much better and to become a real leader in different fields.
It was always known that the first step to solve any problem is to know the problem clearly and to admit it in order to find  suitable solution. that’s why i dedicate this blog to discuss our problems and criticize the wrong decisions and also our wrong habits , my aim at the end is a small trial to spread the consciousness (which is absent for a long time ago)  among the people.
As the whole thing gonna be a discussion of the problems of this country so the best way to express it is in its original language that’s why this post will be on of the few one’s that gonna be in English. the only reason behind this is as i stated these are OUR problem so we have to discuss it with OUR language.