Tuesday, November 17, 2009

…!!!كرة القدم و الحشيش

هل يوجد علاقة بين انجازات كرة القدم و الحشيش؟ ظاهرياً بالطبع لا و لكن بعد الانتهاء من قراءة ذلك المقال ستتأكد أن انجازات كرة القدم و الحشيش هما وجهان لعملة واحدة على الأقل في مصرنا المحروسة.

الكل يعرف بالطبع من أين يأتي الحشيش و كيف يستخدم سواء كان في لف السجائر أو الشيشة أو حتى الجوزه و هناك بالتأكيد طرق اخري لشرب الحشيش لا أستطيع وصفها و طرق قد تكون مجهولة بالنسبة لي، لكن في النهاية التأثير واحد و هو الاحساس بالنشوة و السعادة لفترة معينة من الزمن نتيجة تخدير المخ تماماً و نسيان كل الهموم الناتجة عن مصاعب الحياه
 
الحشيش أصبح في مصر في الفترة الأخيرة من الضرورات اللازمة للحياه حيث نستطيع أن نجزم الآن أن مصر و بلا فخر أصبحت من أكثر الدول استهلاكاً للحشيش و لكن مع زيادة إنتاجه تم بحمد الله تحقيق الإكتفاء الذاتي علاوةً على تصدير بعض الكميات الفائضة للدول المجاورة!!!!.

كل هذا يحدث بعلم النظام الحاكم الذي يقوم باعتقال مجموعة من الشباب لمجرد محاولتهم في التفكير في خلع مسؤول من منصبه ،فكيف يجهل أو يتجاهل هذه الكمية المهولة من الحشيش المتواجدة في البلاد،بالاضافة إلى ذلك أن الحشيش ليس كالهروين الذي خف وزنه و ثقل ثمنه فنقله و توزيعه يحتاج لتضافر العديد من الجهود، لكن في النهاية يمكن القول أنها من ضمن سياسات الدولة العليا و هي "سيب الشعب يتبسط" و بذلك تتضمن إنه طول الوقت في حالة تخدير تام و لا يستطيع المطالبة بحقوقه أبداً.

انجازات كرة القدم في الفترة الأخيرة أصبحت حقا كثيرة و مبهجة و هذا يعود أولاً و أخيراً الى موهبة و تصميم هؤلاء المجموعة من اللاعبين تحت قيادة مدرب يحب عمله و يعشق وطنه، و ليس كما يريد أن يوهمنا المسؤلون انها نتيجة منظومة كروية متكاملة و مناخ عام في البلد و الكلام الفاضي ده.
لكن ماذا تفعل كرة القادم بالمصريين؟ كرة القدم أصبحت هي مصدر البهجة و الفرح الوحيد و الأوحد لجموع الشعب فأصبح تأثيرها تماماً مثل الحشيش حيث انها تعطي نشوة عامة و فرح لفترة معينة و تخدير للمخ من كل المتاعب و المصاعب حيث أن الكل ينسى جميع الهموم في تلك اللحظة و يقوم فقط بالرقص و الإحتفال.

هل المشكلة في الانجازات التي تحقق في ذلك المجال؟ بالطبع لا، و لكن اثبتت كرة القدم اننا إذا تجمعنا حول قضية ما أو هدف معين نستطيع أن نصل به إلى أعلى درجات النجاح. المشكلة تكمن اننا نعيش بلا هدف قومي، بلا قضية مشتركة لا يوجد توعية للجماهير للعثور على حلول لمشاكلهم. الحكومة و الحزب الحاكم يريدونا دائما شعباً تحت تأثير المخدر أياً كان ذلك المخدر أو طريقة التخدير.
اصبحنا كالصرصار الذي ظن نفسه تمساحاً تحت تأثير الخمر، فليتنا نفيق من هذه التخدير أو هذه الغيبوبة قريباً.

أريد سرد واقعة حدثت لا في أخر زيارة لللقاهرة،كنت مع بعض الاصدقاء نتجاذب أطراف الحديث حول الوضع في البلد و كيف نستطيع أن ننهض بمصر مرة اخري ثم إشتد الجدال و ارتفعت أصواتنا حول دور الحكومة و الأفراد للقيام بتلك المهمة، و لكني وجهت سؤال كنت حقاً أجهل اجابته و لم يستطع أحد من الإجابة عليه و خيم الصمت التام و السؤال كان " عايز حاجة واحدة كويسة تشتهر بها مصر الآن عن سائر بلاد العالم " على سبيل المثال تشتهر ألمانيا بالصناعة، اليابان بالتكنولوجيا الحديثة، البرازيل بالطفرة الاقتصادية التي أذهلت العالم في السنين القليلة الماضية فبماذا تشتهر مصر؟؟....لا شئ

حتى بعد انجازات فريق كرة القدم الأخيرة تظل و تبقى الاجابة لا شئ لاشئ....لكي الله يا مصر..