Wednesday, December 21, 2011

إنسان

عندما تختلف مع مجموعة من البشر فتحلل فيهم الموت و التعذيب و الامتهان...عفواً انك لست إنساناً.
عندما تستبيح دم أخيك دعماً لإستقرار زائف و أمن لا يدوم...عفواً انك لست إنساناً.
عندما ترى أن العنف هو دائماً الحل ' عشان دة شعب مش بيجي غير بالكرباج'....عفواً انك لست إنساناً.
عندما لا تثور على سجانيك خوفاً من بطشهم.....عفواً انك لست إنساناً.
عندما تثور على فتاه تعرت بإرادتها دفاعاً عن دينك و لا تثور على تعرية سيدة عنوة في الشارع....عفواً انك لست إنساناً.
عندما ترى أن تعرية عرضك في الشارع ليس بالشيء المهين و أن أكثر من ذلك كان يحدث منذ زمن بعيد....عفواً انك لست إنساناً. 
عندما يقتل أهل العلم و يحرق تاريخك أمام عينيك و إنت غير مكترث....عفواً انك لست إنساناً. 

الاحساس بمن حولك في المجتمع هو شئ لا تكتسبه من الطبيعة، هو شئ موجود بمكنون كل واحد فينا، لذلك اتفهم مثلاً عندما يعترض بعض الأشخاص على المشاركة في ثورة تطالب توفير الغذاء و الخبز  للمحرومين منه، بدعوى انهم لايعانون من ذلك. اتفهم أيضاً عندما لا يكترثون بأهمية إستقلال الصحافة و الإعلام ، لأنهم لا يسمعون و لايقرأون، لكن أن شخص لا يثور لكرامته و عرضه، أن لا يضجر من إمتهان انسانيته، هذا حقاً ما يصعب علي فهمه. يقول بعد السذج الجهلة، أن الكرامة محفوظة، هذه أزمة من أهان نفسه و دخل عرين الأسد لكي يؤكل!! نحن لا نعرف ماذا فعلوا بالضبط ربما يستحقون ما حدث لهم جراء ما اكتنفوه من ذنب غير معروف لنا !!!!!
كرامة الانسان من كرامة اخوانه ،من كرامة مجتمعه، البريء له كرامة و المذنب و القاتل له كرامة و يجب أن يعامل بإنسانية و تحضر . عندما يتجاهل المرء ذلك و يفقد احساسه بمن حوله و لا يشعر بدوره  الحقيقي في المجتمع، إذا لم يفعل هذا الدور و يدرك أهميته، يتحول من كائن في منظومة إنسانية إلى حيوان في زريبة مواشي، يحرث، يأكل، يخرج فضلاته، يعاشر أنثاه و ينام.   
الانسانية صفة في قلب كل الرجال، هي الدستور الكوني الذي ينظم العلاقات بين البشر ، إنعدام هذه الصفة من القلوب تحول الإنسان من كائن ذو قلب ينبض و يحس إلى مجرد جسد بلاروح ، اله بلا عقل أو مشاعر، يتحول من كائن له حريته و كرامته إلى عبد يفعل ما يؤمر به دون ضيق أو ضجر.
الدول لا تنهار من خلال أيادي خفية تعبث بالشعوب، الامم تنهار عندما تنهار معاني الانسانية في القلوب، عندما يفقد البشر الاحساس بكل شئ حسي و معنوي و الإهتمام  فقط بكل شئ مادي، هكذا حقاً تنهار دول و هكذا أيضاً تنتهي حضارات مهما كانت عريقة.
الثائر الحق هو من يثور لكرامته و عرضه و انسانيته و لا يهدأ حتى يزرع و يثبت هذه المبادئ في مجتمعه.