Friday, August 6, 2010

…!!!أصله راجل عارف ربنا

منذ أكثر من ١٠ اعوام أردت مثل أي صبي من تحديث جهاز الكمبيوتر، فطلبت ذلك من أبي فقبل على شرط الا يشغلني ذلك على دراستي فوافقت طبعاً. ذهبنا سوياً إلى أحد مهندسي الكمبيوتر الذي عرفه أني عن طريق أحد زملائه في العمل ، حيث شكر فيه كثيراً قائلاً لأبي إنه رجل "عارف ربنا" تقي ليس بمحتال مثل آخرين غيره من مهندسي الكمبيوتر، عندما وصلنا كان حقاً رجلاً تبدو عليه ملامح التقوى و الورع أو هكذا بدا لي في ذلك الوقت حيث اللحية و زبيبة الصلاة و الآيات القرانية المعلقة على الحوائط هذا بجانب الشال الفلسطيني على الرقبة تعاطفاً مع الإنتفاضة الفلسطينية و أثناء حديثه يذكر بين كل جملة و التي تليها الحمدلله و إن شاء الله. فيما يبدو بدا هذا الرجل مريباً لأبي أو هذا معرفته فيما بعد و لكنه أتم البيعة حتى يتخلص من الحاحي.

استلمت الكمبيوتر و كان الرجل مشكوراً قام بتنزيل مجموعة من الألعاب التي كانت تهويني في هذا الوقت و لكني وجدت لعبتي المفضلة فيفا لا تعمل فأخذت أفتح ملفاتها لعلي أجد السبب لذلك و أثناء البحث وجدت المفاجأة المخبأه داخل ملفات الفيفا -التي لا يعلمها أبي حتى كتابة تلك السطور - حيث وجدت مالا يقل عن ٤٠٠ صورة من الصور الإباحية ملحقاً بها بعض المواقع الإباحية أيضاً حيث كانت مفاجأة بنسبة لي حيث كنت أجهل الكثير عن ذلك العالم الغريب و المريب. يبدو أن هذا المهندس-اذ افترضنا انه مهندس من الأساس- تعود علي كرم زبائنه!! منذ ذلك الحين بدأت أتعرف على معنى التقوى الورع المزيف الذي تميز به المصريون في الثلاثين عامٍ الأخيرة.

قفزت في ذهني هذه القصة و أنا أتابع ما يحدث كل عام في نفس الميعاد تقريباً أي قبل شهر رمضان الكريم من مظاهر للتدين الزائف الهاوي حيث تجد إنتشار ملحوظ في تداول الأدعية و الآيات القرآنية دون أي تنفيذ لمعانيها الحقيقية. تكتظ المساجد بالمصلين و تتحول معظم قنوات التليفزيون إلى برامج دينية يظل يصرخ فيها الشيوخ متحدثين في أمور راسخة ثابتة منذ ١٤٠٠ عام و لم و لن تنفع الناس و لكن بالعكس تعود بالضرر لهم حيث انها تعطي مساحة كافية للفتاوي الغريبة التي يمطرون بيها روؤسنا من حين لآخر.

صريخهم يبدو و كأنما أيقظنا الأسد في عرينه و لكن عند التطرق إلى الأمور التي حقاً تنفع الناس تجد أرانب لا تقوى على حماية نفسها سوى بالانصياع و تقديم فروض الطاعة إلى أولي الأمر..

هل سمعنا مثلاً عن عالم دين يحدثنا عن موقف الدين من الحاكم المستبد ؟!! هل سمعنا عن أسباب تقدم الغرب و ازدهارهم رغم كفرهم ( على حد زعم شيوخ الوهابية) و تأخرنا نحن المتدينون المحافظون على الصلاة؟!!..

النظرة المؤمنة تبعد أي شبة عن العقيدة و الدين...فاين المشكلة يا أهل الدين و العلم؟..

هل لدينا عالم أو فقيه مثل الشيخ الشعراوي رحمه الله ؟ هل بيننا من يقترب من منزلة أو فكر الامام محمد عبده رحمه الله ؟

انها حقاً أشد أزمنة الفتنة عندما يتلاعب علماء الدين بفكر و مشاعر الناس مقابل حفنة من الجنيهات، و يتظاهر الناس بالتقوى و الايمان حيث تشعر أن كل مشاكلنا حلت من فرط الورع ثم تجد من يقتل أمه بعد تعذيب ساعتين لرفضها اعطائه المال لشراء الحشيش و من يعاشر ابنته لمدة ٧ سنوات و تلد منه طفلة و حين تتهمه النيابة ينكر فعلته و يقول إن أخوها هو من عاشرها و ليس هو !!! ماذا تنتظر من أمة يظهر فيها زني المحارم و كأنه لم يكن!!!؟

انها حقاً أزهى العصور و لكنها في الإنحطاط و الإضمحلال....رحمتك يا الله...