Sunday, June 28, 2009

!!هوه الريس معاه نمرة تليفوني؟

وجدت نفسي أسأل هذا السؤال بعد قراءة العناوين في الصحف عن إرسال الرئيس برقية تهنئة الي المنتخب الوطني بعد الفوز على إيطاليا و اتصاله شخصياً برئيس البعثة و حسن شحاتة. فكلما حقق مصرياً في أي بقعة من بقاع المعمورة إنجازاً جديداً نجد أول شئ في عناوين الصحف المصرية هو إتصال سيادة الرئيس للتهنئة و في بعض الأحيان يكون الاعلان عن إتصال الرئيس قبل حدوث الانجاز نفسه و هذه قضية أخري.

التساؤل المطروح هو هل الرئيس يملك أرقام تليفونات الشعب باكمله..!!؟

نحن - كشعب - نعرف كيف نطلب خدمة من الرئيس ( و هنا افترض اننا كبقية دول العالم الأول و لكن ما علينا). سواء كان الطلب شخصياً أو جماهيريا فهناك عدة طرق مشروعة للتعبير عن ذلك و لكن إذا حدثت العملية بالعكس أي أن الرئيس يريد مخطابة شخصاً بعينه سواء كان للوم أو للتهنئة فكيف يتم ذلك؟ فهل على سبيل المثال أن الرئيس أو رئاسة الجمهورية لديها قاعده بيانات باسماء المواطنين و أرقام تليفوناتهم فليس على الرئيس أو أحد مستشاريه بغير الضغط على زر صغير للعثور على الرقم المراد أم يتم ذلك دائماً و دوماً عن طريق وزارة الداخلية التي من المؤكد لديها ملف لكل مواطن و في هذه الحاله عملية الأتصال قد تستغرق بعض الوقت.

الشيء الأخر الذي جال بخاطري هو إذا كان الشخص المراد شخصية مغمورة فالاتصال بعالم كبير أو حتى المدير الفني للمنتخب ليس بالامر الصعب قد يتم ذلك في ثواني و لكن إذا كان الشخص المراد هو مواطن بسيط في إحدى قري مصر الصغيرة لا يعلم عنه أحد من المسؤولين و لكن هذا المواطن قام بانجاز غير مسبوق قد ينقل البلد إلى مصاف الكبار و علم الرئيس بهذا الإنجاز و يريد أن يكون أول المهنئين فكيف يتم ذلك؟ هل يأمر الداخلية باحضاره إلى مقر الرئاسة لمجرد التهنئة؟!. ذلك من المتوقع أن ينتج عنه إصابة المواطن بإعياء أو غيبوبة مفاجئة لأن ذلك لا يحدث في بلادنا إلى عند المصائب فماذا يكون الوضع إذاً؟؟

أردت من خلال السطور و الافتراضات السابقة طرح مشكلة قد تكون سبباً مما  نعيش فيه من هموم و مصائب و هي الفجوة الكبيرة التي بين الحاكم و المحكوم. الحاكم يعيش في قصر كبير محاطاً بالحراسة الشديدة و لديه جيش من الخدم و الحشم و لكن للاسف هذا القصر ليس في وسط المدينة و لكنه في صحراء شاسعة فهذه الصحراء ليس بها إلى ذئاب تعوي و أفاعي تلدغ. فمن حاول من عامة الشعب مجرد الاقتراب من ذلك القصر أو حتى تلك الصحراء فهو أمام خيارين لا ثالث لهما أما أن تفترسه الذئاب أو تلدغه الأفاعي و إذا حاول الصياح طلباً النجدة من الحاكم لكي ينقذه فعواء الذئاب أقوى و أعلى و يغطي على أي صوت غيره.

إذا كانت هذه هي الصورة القاتمة ماذا يكون الحل؟. ليس أمام الحاكم سوى خيارين أما محاربة الذئاب و الخروج من القصر العاجي و الاستماع إلى صوت الجماهير و إذا كان عاجزاًعن ذلك فعليه التنحي عن الحكم ليترك لغيره المجال القيام بهذه المهمة. الطامة الكبرى التي لا أريد تخيلها هي أن يكون الحاكم هو حاكم تلك الذئاب و هي تفعل ما تفعله بعلمه و تحت أعينه و إن كان هذا الإفتراض هو الأصعب و لكنه مع الاسف هو الأقرب إلى الواقع و يفسر الكثير من الأحداث التي تحدث و سوف تحدث فيما بعد. في هذه الحالة الحل في أيدي الجماهير التي عليها تعمير الصحراء و طرد الذئاب منها و إن كان هذا لا يتم بين ليلة و ضحاها و لكن علينا البدء.

أعلم جيداً أن محاربة الفساد ليس بالشيء الهين و لكن نستطيع أن نفعل ذلك و صد قوي الفساد في البلاد الذي أصبح كالنار المشتعلة فالهروب منها لا يطفئها و لكنها تزداد قوة أكثر و أكثر كل ماعلينا فعله هو المواجهة مجرد المواجهة ثم نأمل بعد ذلك بحياة أفضل إلى أجيال قادمة.

1 comment:

  1. bgd to7fa msa,esloubk fel ktaba wahmy ,clear w smooth,the title is hilarious ,dis is ma favo.one till now.
    i just cant understand why u don write articles lmagazines w keda w have an amazing way fel ketaba,anyway keep it up ;)

    ReplyDelete