Sunday, March 7, 2010

حدث في مثل هذا الشهر

سرعة الحياه و السعي وراء الارزاق يجعلنا في بعض  الأوقات ننسى أو نتناسى بعض الأحداث و التواريخ التي - إن صح القول- سطرت تاريخنا الحديث. شهر مارس يحتوي على بعض من هذه الأحدث التي يجب أن  نتذكرها كل يوم و الوقوف  أمامها لنتعرف إلى أين وصلنا و في أي إتجاه نسير و ماذا اضافت لنا هذه الأحداث.

يوم السادس و العشرون من مارس عام ١٩٧٩ تم توقيع معاهدة السلام بين مصر و اسرائيل بعد أكثر من ثلاثين عام من الحروب و المنازعات و التي بتفعيلها تم تطبيع العلاقات بين البلدين.  أيضاً في شهر مارس عام ٢٠٠٣ و بالتحديد في يوم  العشرون، بدأ الغزو الأمريكي البريطاني على العراق و الذي أدى في النهاية إلى سقوط بغداد يوم التاسع من ابريل من نفس العام و إحتلال القوات المريكية للعراق إلى يومنا هذا. هل يوجد علاقة تربط بين الحدثين من قريب أو بعيد؟! و إن وجدت ما هي هذه العلاقة و ما نتائجها؟

معاهدة السلام التي تلت إتفاق كامب ديفيد و زيارة السادات للقدس كانت منحنى جديد و خطير في العلاقة المصرية الاسرائلية من ناحية و علاقة مصر ببقية العرب من ناحية أخرى، دون الخوض في بنود المعاهدة و تفاصيلها فأنا هنا لست بصدد تحليل ما جرى عام ١٩٧٩ و لكني أنظر إلى ما جناه مصر و و المصريون بعد اثنتان وثلاثون عاماً من توقيع المعاهدة. تمت المعاهدة و حل السلام على البلاد وصفه البعض بأنه سلام منقوص حيث إنه دون سيادة كاملة على سيناء على حد قولهم  و لكنه في نهاية المطاف كانت هذه بداية لفترة جديدة تخلو من الحروب. وصلت الوعود و الآمال إلى عنان السماء من تنمية إقتصادية و سياسية في البلاد حيث أن بانتهاء الحروب توجهه موارد الدولة كلها للتنمية و لكن ماذا حدث ؟ سقطت مصر تماماً في يد الأمريكان الذين وصفهم السادات بأن لديهم ٩٩٪ من حلول قضية الشرق الأوسط، اعتمدنا على خبراء اسرائليين في الزراعة إلى أن زادت المواد المسرطنة في كل المحاصيل الزراعية و إنتهت أسطورة القطن المصري طويل التيلة ، صدرنا الغاز الطبيعي لاسرائيل بربع الثمن برغم من العجز المتراكم في الميزانية المصرية بجانب تصارع المصريين على أنبوبة البوتجاز كل عام بجانب أن معاهدة السلام لا تنص على ذلك مما يعني وجود إتفاقيات اخرى بين الجانبين لا نعلم عنها شيئاً. لقد كشف جهاز المخابرات الامريكي ال سى أي ايه منذ عامين عن وثيقة سرية تنص على أن السادات كان مستاءاً جداً من عدم تنفيذ الأمريكان و الإسرائليون لوعودهم له و إنه سوف يضرب بمعاهدة السلام عرض الحائط بمجرد إنسحاب إسرائيل من سيناء عام ١٩٨٢ و لكن اغتياله حل دون ذلك و التقرير نشر و في جريدة الشرق الأوسط. هذا يعني أن السادات كان نادماً على ما قدمه من تنازلات في هذه المعاهدة. الشق الأمني في المعاهدة ينص على جواز تعديله بعض مرور ٢٥ عاماً من التوقيع مما قد يسمح بعودة السيادة المصرية الكاملة على سيناء و لكن مع الأسف حكومة مبارك لم تكترث بذلك بل زادت حيز التنازلات و الإذلال التام لإسرائيل. ما أود قوله هو إنه منذ معاهدة السلام لم تتحقق التنمية المنشودة بل سقطت مصر حكومة و شعب تدريجياً تحت السيطرة الأمريكية الإسرائيلية و مع إستمرار هذا الوضع هذا يعني إعلان سقوط القاهرة سياسياً لأنه ببساطة قرارنا السياسي ليس مستقلاً و لكنه تحت تأثير القوى الخارجية.

إن غزو العراق و سقوط بغداد يعد من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث إن لم يكن الابشع على الإطلاق. إذا كانت مصر هي قلب العالم العربي فالعراق كانت الرئتان التي تنفس عن الشعوب العربية عندما يضيق بها المشرق و المغرب العربي فماذا تنتظر من أمة طعن قلبها و توقف الأكسيجين عن رئتيها؟!

سقطت القاهرة سياسياً و بغداد عسكرياً و حوصرت دمشق إقتصادياً ماذا تبقى لنا مجرد رماد و أطلال، تم إحكام القبضة و لا مفر غير ثورة التصحيح و الإيمان أن التغيير لا يأتي في يوم و ليلة و لكنه يحتاج إلى تضافر الجهود حتى نصل للأمل المنشود.

في النهاية أود أن اطلب من كل من يقرأ هذا المقال أن يتوقف قليلاً أمام هذه التواريخ ٢٦-٣-١٩٧٩ و ٢٠-٣-٢٠٠٣ و يفكر ماذا حدث لنا و ماذا جنينا من كل هذا لا أريد أسباباً لم حدث فيجب عدم البكاء على اللبن المسكوب و لكن نظرة بسيطة على النتائج المترتبة حتى لا تتكرر أخطاء الماضي في المستقبل مرة اخرى.   

No comments:

Post a Comment